"داعش" يعيد إحياء التجربة النازية ويستخدم الأطفال لصنع الجيل الجديد من القتلة

تعيش أكثر من 31 ألف إمرأة حامل تحت رحمة داعش , الأمر الذي يجعل أطفالهن معرضون لأن يصبحوا مقاتلين في صفوف التنظيم, في الأراضي التي يسيطر عليها في سورية والعراق. وكشف خبراء من مؤسسة كويليام لمكافحة التطرف الفكري ومقرها لندن, أن 50 طفلاً بريطانياً هم من بين الجنود الأطفال الذين يخضعون إلى التدريب والتعليم, لكي يصبحوا جنودًا مقاتلين داخل الجماعة المتطرفة.
وإتهم "داعش" بنسخ تكتيكات تجنيد النازيين, من خلال غسل أدمغة الصغار, لكي يتمكن من صنع الجيل الجديد, من القتلة، ويظهر الأطفال من جنسيات مختلفة باستمرار في الصور, والفيديوهات الدعائية للتنظيم تظهر إعدام سجناء أو إرسال رسائل مليئة بالكراهية إلى أوطانهم، ويظهر أحد الفيديوهات طفلاً فرنسياً يقطع رأس رجل بسكين حادة، وتظهر أخرى مساهمة الأطفال في قتل الجواسيس ومطاردتهم. وقد تلقت الأمم المتحدة تقارير في الفترة الأخيرة بأن التنظيم بدأ بإنشاء ذراعه الشبابي تحت اسم "فتيان الإسلام".


وتشير مؤسسة "كويليام "بعد دراسة الصور والفيديوهات الدعائية  لـ"داعش" الى أن الجماعة تستخدم الأطفال بطريقة يائسة للحفاظ على مستقبلها، وأن الكثير منهم يتحولون إلى جواسيس أو انتحاريين أو جلادين، وتظهر العديد من الصور إجبار الأطفال على تعلم وتلاوة القران والخضوع لتدريبات اللياقة البدنية والأسلحة في الريف.


 

وجاء في تقرير المؤسسة " يركز تنظيم "داعش" بجهده على تلقين الأطفال المنهج القائم على التطرف، وينظر إلى هذا الجيل على أنهم مقاتلون أفضل وأكثر فتكا من الجيل السابق، فهو قد تشرب الأفكار المتطرفة في سن مبكرة."
ويتابع أن هؤلاء الاولاد سيكونون أكثر وحشية ودموية نظرا للتدريبات العنيفة التي يخضعون لها، ويقارن تركيز داعش على الشباب والأطفال للتجنيد مع الاطفال الذين جندهم الديكتاتور الليبيري تشارلز تايلور في الستينات والنظام النازي الذي أنشأه هتلر لغسل أدمغة الاطفال.
ووجد التقرير أن داعش استخدم الاطفال بكثافة في دعايته بين آب/أغسطس وشباط/فبراير مع أكثر من 250 نشرة دعائية تضم الاطفال، ويقال أن الجماعة تورطهم بالانضمام اليها أكثر من خلال اجبارهم على حمل الرؤوس المقطوعة أو اللعب بها كرة القدم، وفي الأشهر الستة الماضية ظهرت أشرطة فيديو تظهر على الأقل 12 طفلاً يقتلون الضحايا بينهم صبي بريطاني يبلغ من العمر أربع سنوات والذي فجر سيارة مليئة بالرهائن المحاصرين.


وصرحت بعثة الامم المتحدة في العراق أن داعش اختطف حوالي 900 طفل تتراوح اعمارهم بين 9-15 سنة، كثير منهم تجبرهم على الخضوع لمدارسها، ليدرسوا مناهج منزوعة من الرحمة ومليئة بالعنف ليتعلموا المهارات اللازمة لخوض الحرب المقدسة ضد الغرب.

ووجدت كويليام أيضا أن داعش يستخدم أسلوب التخويف لتجنيد الصبية الصغار من خلال تهديدهم بالجلد والتعذيب والاغتصاب، وقال مبادرة روميو دالير التي شاركت في كتابة تقرير عن الحياة تحت داعش " داعش هي واحدة من أخطر الحالات على الأطفال على الأرض."
وأشار الناطق الرسمي باسم المبادرة " نأمل في أن هذا التقرير سيوفر منظوراً نقدياً لمحنة هؤلاء الأطفال، التي من شانها أن تخلق أفكاراً أساسية لواضعي السياسات ووكالات حماية الطفل والحكومات والمنظمات المتعددة والأطراف المعنية بإنهاء الصراع في العراق وسورية."