صحفيان ألمانيان

 أكد الصحفيان العاملان في صحيفة "سودويتشه تسيتونغ" الألمانية واللذان نشرا "أوراق بنما" المثيرة للجدل، أنهما سيكشفان عن معلومات جديدة ستكون مدوية أكثر مما نُشر منها،  مشيرين الى أنهما "فوجئا بالضجة الناجمة عن التسريبات التي تزعزع حاليًا عدة حكومات".

وأوضح باستيان اوبرماير أحد الصحفيين اللذين نشرا أوراق "بنما"، أنه " لم يكن يتخيل قط هذا القدر من ردود الفعل، وأن يتم تناول الموضوع بشكل واسع في التلفزيونات، وأن نتلقى طلبات من إعلام العالم أجمع".

أما زميله فريدريك اوبرماير فقد أعلن أنه "بالكاد وصلنا الى نصف التسريبات المتوافرة"، مضيفًا: سننشر "في الأيام المقبلة مواضيع تعني الكثير من الدول وستتصدر العناوين". وتحدث

باستيان أوبرماير عن المعلومات الضخمة المرسلة إلى الجريدة، وقال: "نحن نرى مختلف أنواع الجرائم، ونرى كيف تبيض كارتيلات المخدرات الأموال، ونرى أن تجار السلاح متورطون، وأن العقوبات الاقتصادية يتم تجاوزها كحال سورية ونرى التهرب الضريبي".

وحذر من أنه إذا "كان السياسيون يريدون فعلاً إنهاء ذلك، فعليهم التحرك الآن، نحتاج حقًا إلى تدمير نظام شركات "الأوفشور" بالمطرقة، لأن سياسة الخطى الصغيرة لا تكفي ، فنحن نرى عبر هذه البيانات أنها تتكيف وتبتكر الأفكار لتحويل الأموال باتجاه ملاذات ضريبية عند اتخاذ إجراءات وطنية".

وامتنع فريدريك اوبرماير عن الكشف عن هوية مصدر الوثائق، مؤكداً أنه "يجهل اسم الشخص الذي سرب البيانات عن شركات الأوفشور قبل أكثر من عام"، مضيفًا: "لا أدري إن كان رجلاً أو امرأة أو مجموعة. أجهل هوية هذا الشخص، رغم أننا تعارفنا قليلاً في غضون عام".

أما زميله فقد ذكر أن المصدر يريد كشف هذه الجرائم. ويبدو أن مصدرنا اطلع على كميات ضخمة من هذه البيانات، فقرر أنه ينبغي نشرها لكي يوقف مكتب المحاماة "موساك فونسيكا" البنمي أنشطته."

وقال باستيان الذي كان متلقي الرسالة الإلكترونية الأولى من المصدر الذي عرض عليه معلومات من دون توضيحات إضافية،: "لا يسعنا التكهن بأسباب الاتصال بنا نحن عوضًا عن أي جريدة أخرى".

 

وبعد مرحلة تشكيك بحسب الصحفيَّين، أدركا أن الوثائق الأولى التي بلغتهما أصلية، وقررا لاحقًا تقاسم المعلومات مع صحفيين من العالم أجمع. واعتبر باستيان أن "مستقبل الصحافة (بالنسبة إلى تسريبات بهذا الحجم) يكمن في التعاون الدولي لأننا أقوى دائمًا معًا".

 

وحصلت الجريدة الثانية في ألمانيا من حيث الانتشار على أكثر من 11 مليون وثيقة تخص مكتب "موساك فونسيكا" البنمي للمحاماة، سربها مصدر مجهول الاسم، تكشف الأسرار المالية لكثير من أصحاب المال والسلطة في العالم.

وتقاسمت الصحيفة الليبرالية اليسارية ثروة المعلومات هذه مع "الكونسورسيوم الدولي للصحافيين الاستقصائيين"، وأدى الكشف عما سمي "أوراق بنما" حتى الآن إلى الإطاحة برئيس وزراء أيسلندا واستقالة مسؤول في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ووضع رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون والرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري في موقع حرج.