ميناء المعلا

شددت قوات أمنية وعسكرية تابعة للسلطات الحكومية اليمنية الشرعية سيطرتها الكاملة على ميناء المعلا في محافظة عدن (جنوب اليمن)، الأحد، عقب اندلاع اشتباكات مسلحة متقطعة بين القوات الحكومية ومسلحين، نشبت عقب رفض المسلحين تسليم مهام أمن الميناء للحكومة، وذلك بموجب اتفاق تم السبت بين الدولة والمقاومة التي وضعت شروطًا لتسليمها المواقع التي تتولى حمايتها وتأمينها للدولة، ومن بينها الإسراع في تنفيذ قرار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بدمج المقاومة في المؤسستين الأمنية والعسكرية.

وذكرمحافظ عدن العميد عيدروس قاسم الزُبيدي في تصريح لـ "الخليج"، أن الأوضاع في المعلا تحت السيطرة وتم الدفع بقوات من المنطقة العسكرية الرابعة لاحتواء الموقف، وإن اشتباكات المعلا، جاءت عقب مهاجمة مسلحين مبنى السلطة المحلية في عدن وميناء المعلا عدن، حيث كانت توجد قوات تابعة للدولة، وإن قوات الأمن والجيش تصدت لهجوم المسلحين وأجبرتهم على التراجع وجرحت واعتقلت عدداً منهم.
وأكد أن قوات الأمن لن تتهاون في التصدي لأي أعمال خارجة على النظام والقانون، ودعا كافة أهالي عدن إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الأعمال الهادفة إلى الإضرار بالصالح العام، وأكد أن الميناء والمؤسسات الحكومية ملك للجميع والصالح العام ولهذا لن تكون تحت سيطرة أي طرف.

كما أفاد مصدر أمني في شرطة عدن في بلاغ صحفي تلقت «الخليج» نسخة منه، بأن مسلحين يسيطرون على البوابة الغربية لميناء عدن، رفضوا تسليمها لقوات الأمن وقاموا بإطلاق النار على قوة أمنية كانت بصدد تسلم الموقع، وإن قوات الأمن ردت على مصدر إطلاق النيران نحوها، وأكد مضي السلطات الحكومية والشرطة في ملف استلام كافة المؤسسات الرسمية تمهيداً لمباشرة الجهات الحكومية مهامها.

ولفتت مصادر محلية وسكان إلى أن آليات وأطقم أمنية وعسكرية ومسلحين وقناصة انتشروا في المباني المرتفعة وأنحاء متفرقة بمنطقة المعلا دكة المطلة على ميناء المعلا بعدن، وتبادلوا إطلاقاً للنار، الأمر الذي تسبب في توقف الحركة وحالة من القلق والخوف بين أوساط السكان، دون أن تشير إلى سقوط ضحايا في تبادل إطلاق النار بين الجانبين.

أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وقوف اليمن إلى جانب السعودية في مواجهة الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي عانى البلدان شرورها ولا يزالان حتى اليوم يدفعان أثماناً باهظة لأعمالها العدائية التي تستهدف الشعب ومقوماته في المقام الأول، فيما استنكرت وزارة الخارجية اليمنية عملية اقتحام سفارة المملكة في العاصمة الإيرانية طهران والقنصلية في مدينة مشهد وإشعال النار فيها.
وأعلن هادي، في رسالة بعثها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، تأييد اليمن للأحكام القضائية التي تم تنفيذها يوم أمس الأول بحق 47 إرهابياً، معتبراً «أن من حق المملكة اتخاذ كل التدابير التي من شأنها حماية أمنها الداخلي، وأن تنفيذ أحكام الإعدام بحق المدانين بالإرهاب، بقدر ما هو شأن داخلي، وحق أصيل وسيادي للمملكة، إلا أنه يمثل رسالة رادعة وقوية للجماعات الإرهابية والماضوية والمؤدلجة بخزعبلات الطائفية الضيقة المهددة للتعايش السلمي سواء داخل المملكة أو اليمن أو غيرها من البلدان العربية والإسلامية».

وعبّر هادي عن رفض اليمن القاطع للتدخلات في الشؤون الداخلية للمملكة أو أي دولة عربية أخرى من أي أطراف خارجية، جل أهدافها زعزعة الأمن والاستقرار وزرع الفتن الطائفية في المجتمعات العربية.

ولفت إلى ما عاناه اليمن ولا يزال من الجماعات الإرهابية والسلالية خلال السنوات الماضية والتي استحلت الحرمات وضربت المجمعات الطبية ودور العبادة ومؤسسات الدولة المدنية، ومارست كل أصناف القتل والتفجير والتنكيل بحق الأبرياء والعزل ورجال الجيش والأمن وأضرت بالاقتصاد الوطني ومؤسساته بصورة كبيرة، متمنياً أن تكون تلك الإجراءات الرادعة والصادقة هي بداية النهاية للجماعات المتطرفة.

وعبّرت وزارة الخارجية اليمنية عن استنكار وإدانة الحكومة اليمنية لعملية اقتحام سفارة المملكة في العاصمة الإيرانية طهران والقنصلية في مدينة مشهد وإشعال النار فيها.

وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي "إن ما حدث تجاه سفارة المملكة في طهران يعد جريمة وخرقاً للأعراف والاتفاقات الإقليمية والدولية، واستمراراً للسياسة الإيرانية المعادية تجاه الوطن العربي والتي تجلت في عدد من البلدان العربية ومنها منطقة الخليج العربي واليمن".

وأضاف البيان: "إن الجمهورية اليمنية التي عانت وما زالت من كافة صنوف الإرهاب والتطرف والتدخلات الخارجية تقف مع حق المملكة العربية السعودية الشقيقة في حفظ أمنها واستقرارها وفقاً لقوانينها". وأكد وزير الخارجية اليمني وقوف اليمن وتأييده لكافة الإجراءات التي تتخذها المملكة العربية السعودية الشقيقة للحفاظ على أمنها والوقوف معها صفاً واحداً في مكافحة الإرهاب والتطرف ونبذ العنف.