قوات المتمردين في نيكاراغوا

زوّدت الاستخبارات المركزية الأميركية المتمردين في العالم بالسلاح، على مدار الـ67 عامًا من تاريخ  بدء التمرد في أنغولا، ونيكاراغوا، وحتى كوبا، فيما كشفت دراسة أجرتها الاستخبارات الأميركية "سي أي إيه" أنَّ تدريب الوكالة ذاتها لأعضاء المعارضة في سورية يعدُّ أبرز الأمثلة على أنَّ الرئيس الأميركي باراك أوباما اغترّ، بعد بدء "البنتاغون" في برامج تسليح  للمتمردين، وتدريبهم سرًا.

وتعدّ هذه الدراسة، التي لا تزال قيد البحث، واحدة ضمن عدد كبير من التقارير التي أجرتها وكالة الاستخبارات، بين عامي 2012 و2013، في الفترة التي ازدادت فيها حدة الجدال بين المسؤولين في إدارة أوباما حيال احتمالية التدخل في سورية عسكريًا من عدمه.

وانتهت الدراسة إلى أنَّ "المحاولات الماضية لواشنطن، والتي تستهدف التسليح السري لمجموعة من القوّات الأجنبية، اتضح بأنها غير مؤثرة في الصراعات طويلة الأمد".

وأبرز ت الدراسة أنّه "على الرغم من أنَّ الرئيس الأميركي كان قد قرر تدريب المعارضة السورية لمحاربة جنود الحكومة السوريّة، إلا أنه فضل أن يدرب قوة كاملة من المتمردين، للوقوف في وجه تنظيم (داعش)، الذي يعدّ أحد أعداء الرئيس السوري بشار الأسد".

وأظهرت أنَّ "مساعدات الاستخبارات الأميركية فشلت في حالات عدة، لاسيما عندما لا يتعاون الأميركيون بجدية على أرض الواقع مع القوات الأجنبية في مناطق النزاع، وهذا بالفعل ما انتهت إليه خطط الحكومة في شأن المعارضة السوريّة".

وأشارت إلى أنّه "في الأسابيع القليلة الماضية، عقد مسؤولون سابقون وقائمون في إدارة أوباما اجتماعات موسعة في البيت الأبيض، للتشاور بشأن مدى منطقية وعقلانية قرار التسليح السري لأعضاء المعارضة السوريين المنقسمين على أنفسهم".

استثناء واحد فقط توصل إليه القائمون على البحث، وهو حقيقة أنَّ الاستخبارات الأميركية ساهمت في تدريب المجاهدين المتمردين للقتال ضد القوات السوفيتية في أفغانستان، في الثمانينات من  القرن الماضي، وأجرت إحدى العمليات التي تسببت في الإبطاء من مجهود القوّات السوفيتية، تبعها انسحاب عسكري كامل في عام 1989.

وبيّنت الدراسة أنَّ "تلك الحرب السرية، التي أشرفت عليها الولايات المتحدة، كانت ضمن الحروب الناجحة، حتى دون أن يضطر  ضباط الاستخبارات الأميركية إلى النزول لأرض النزاع في أفغانستان"، كاشفة أنَّ "عددًا من  ضباط الاستخبارات الباكستانية  كانوا يعملون لحساب المتمردين في أفغانستان".

وأوضح مسؤول سابق في الإدارة الأميركية، شارك في الاجتماعات السالف ذكرها، أنَّ "أحد الأمور التي كان أوباما يرغب في فهمها هو (هل ستجدي هذه التدريبات نفعًا في أيّ حال من الأحوال)"، مؤكّدًا أنَّ "الدراسة التي أجرتها الاستخبارات كانت محددة النتائج بصورة ملحوظة"، معتبرًا أنَّ "ما حدث منذ الحرب الباردة يصعب نسيانه".

وفي سياق متصل، أعلنت المتحدث باسم  مجلس الأمن القومي بريندتا ميهان أنّه "دون تحديد المهمات التي يتوجب على الوكالة القيام بها، أشار الرئيس إلى حقيقة أنَّ الدعم المادي والعسكري للمعارضة السورية لا يعد وحده الضامن الوحيد لنجاح العمليات".

يذكر أنَّ الرئيس الأميركي باراك أوباما أكّد، في أيلول/سبتمبر الماضي، أنّ "بلاده تعمل على مضاعفة الجهود، عبر تكليف (البنتاغون) بتدريب وتسليح قوات المعارضة السورية"، لكن هذا البرنامج يبدو أنّه لم يبدأ بعد.

وكلّف الرئيس الأميركي، في نيسان/أبريل الماضي، الـ "سي أي آيه"، بالبدء في برنامج تسليح شامل للمعارضة السورية في القاعدة الأردنية، كما أنَّ إدارة أوباما  قرّرت مد مهمة التدريب، لتشرع في برنامج أشمل مواز، تحت إشراف وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، ليكون مقر التدريب في المملكة العربية السعودية.

ويقتصر هذا الدعم على عدد محدد من أعضاء المعارضة، الذين تم الكشف عن تاريخهم،  للخوض في غمار القتال ضد أعضاء تنظيم "داعش"، ومن المقرر تدريب ما يقرب من 5000 شخص سنويًا.