فيروس "زيكا"

 يتخوَف العديد من الرياضيين حول العالم من خطر السفر إلى دورة الألعاب الأوليمبية 2016 المُقامة في مدينة ريو ديو جانيرو في البرازيل، نتيجة انتشار فيروس "زيكا"، بينما يحارب قادة الصحة في العالم لجعل الفيروس تحت السيطرة. حيث تطوّر هذا الانذار منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية قبل أسبوع حالة طواريء صحية دولية وأكدت أن فيروس "زيكا" يمكنه اصابة الكثيرين بمعدّل 4 ملايين شخص في أنحاء الولايات المتحدة الأميركية.

ويتم نقل هذا الفيروس من خلال الناموس أو الذباب إلى البشر، وهناك اشتباه بحالتين في الولايات المتحدة الأميركية، بأن الفيروس يمكن أن ينتقل من المباشرة الجنسية. وتأتى أعراض هذا المرض متمثلة في الحمى والطفح الجلدي البسيط. ويهتم مسؤولو الصحة بصلة محتملة بعدوى الأجنة والتي يمكن أن تصيبهم بتشوهات مثل صغر في حجم الرأس والتخلف العقلي.
 
ويعيد بعض الرياضيين التفكير بشأن الأولمبياد في ريو، والتي ستقام في الخامس من آب/أغسطس رغم أن هذه الصلة لم يتم اثباتها حتى الان. ويقول العديد من الرياضيين الأخرين بأنهم سيأخذون احتياطاتهم ولن يسمحوا في احتمال ضعيف بإصابتهم بالفيروس أن يشتت انتباههم عن هذه الدورة. وسيذهب السباح البريطاني اندرو تريجس هودج الحائز على الميدالية الذهبية في بكين 2008 وفي لندن منذ أربعة أعوام، ويتحمل خدعة القبعة نظير الذهب في ريو ولكن سيكون وحيدا بعد أن قررا هو وزوجته أن تمكث هي في المنزل.
 
وأكد هودج في "التايمز" قائلا "بالنسبة لأي فرد يريد أن يحظى بعائلة فإن فيروس زيكا خطر مرعب". وأضاف مدرب الرماية الهندي روناك باندت من بيته في مومباي "النساء المصابات بالفيروس لابد ان ينتظرن لعامين قبل أن يحملن بطفل". وتابع "الطريقة التي اراها انه من الافضل ان اموت في سبيل ميدالية ذهبية على ان اخاف وأمكث في البيت". وذكر الرامي الاسبق باندت بتدريب زوجته (طبيبة الاسنان) هينا سيدو والتي تأهلت الشهر الماضي الى دورة ريو في الرماية بالمسدس.
 
وأوضحت أن "الفكرة تدور حول ألا يلدغك الناموس، استخدم طارد الناموس واخرج بالملابس ذات الاكمام أو شيء من هذا القبيل. فأنا لن اغير استعدادي. فأنا حتى لا أفكر بهذا الشأن". وهناك بحارة هولندية أخرى، آنا ماري، رابطة الجأش تقول: "كل الذي احتاجه هو ان اشتري طارد حشرات قوي هذا كل ما فكرت بشأنه، فأنا لست قلقة تماما. لكن الحذر موجود".
 
ولفت جاستن جاتلن إلى أنه "من بين ما رأيت وسمعت، فلو أنتي حامل فان الفيروس خطير جدا"، وأضاف، "أحب ان اتجنب البرازيل ولكن اغراء الالعاب الاوليمبية سيجذبني، وفي تلك اللحظة يمكن ان اخاطر فانا سأشترك.  فأنا احاول ان اجني مجدي وانتصاري في الأولمبياد، وأمل ان يتم احتواء الفيروس بحلول شهر اغسطس".
 
وتتوقع البرازيل زيارة 180 ألف سائح مدينة ريو في آب/أغسطس، ونوَه كابلن إلى أن هناك احتمال في انتشار الفيروس في مناطق أخرى، إذا عاد حامل الفيروس الى بلده. لكن كريس باكر، متخصص في الأمراض التي يسببها الناموس، أنه من المبكر اتخاذ قرار بإلغاء الألعاب. موضحًا "هناك خبراء لم يستطيعوا توقع حالة الفيروس في غضون الست أشهر المقبلة". وتابع "لكن لابد أن نكون حذرين، لو كنت امرأة حاملا أومتوقع أن تحمل، فلن أسافر الى الالعاب الاوليمبية".
 
وتتحرى البرازيل الروابط المحتملة بأكثر من أربعة آلاف مشتبه من حديثي الولادة. تعرف الباحثون على دليل بعدوى زيكا في 17 حالة على الاقل، في كل من الام والطفل. وأبلغوا الباحثون في برنامبكو الشمالية، الأربعاء بأنهم وجدوا أجسامًا مضادة للفيروس في 12 طفل برأس صغير. ويقول باركر: "إن هناك رابط مشترك بين الفيروس زيكا وصغر الرأس".
 
وبينت بعض الاتحادات الرياضية بأن لاعبيهم لم يبينوا أي خوف وأنهم واثقون في المنظمون للألعاب. وأكد رئيس الاتحاد العالمي للمصارعة قائلا "لقد حظينا بحدث اختباري في ريو ورجع الجميع سالمين أحياء".