الطائرة المستهدفة

أعلنت مصادر مطلعة عن ظهور متمردين سوريين من منطقة جبال التركمان في سورية، (التي كانت سبب التوتر الأخير بين تركيـا وروسيا) وهم يهتفون "الله أكبر" على جثة أحد الطيارين الذين كانوا على متن الطائرة المستهدفة، والذي أكدت موسكو على مقتله وهو الرائد في قاعدة شاغول الجوية سيرجي روميانتسيف، وذلك بالقرب من تشيليابينسك في روسيا. وذلك خلال لقطات مروعة تم نشرها قبيل قيام أفراد من الجيش السوري الحر ممن تلقوا تدريبات على أيدي عسكريين من الولايات المتحدة الأمريكية بتفجير مروحية تابعة للقوات الروسية أرسلت من أجل البحث عن ناجين جراء استهداف طائرة حربية روسية.


 
 وأوضحت المصادر أن ذلك يأتي في أعقاب قيام طائرات مقاتلة تركية من طراز F-16 صباح الثلاثاء بإسقاط طائرة روسية من طراز "سوخوي" المكون طاقمها من فردين، والتي ذكر مسؤولون عسكريون في أنقرة أنها اخترقت المجال الجوي التركي وتجاهلت ما يقرب من عشر تحذيرات من قبل الجيش.


 
 وأثارت تصريحات المسؤولين في تركيا غضب فلاديمير بوتين الذي ذكر أن الطائرة لم تغادر المجال الجوي السوري. فيما اتجه الرئيس الروسي بدلًا من ذلك بتوجيه اتهامات إلى تركيـا بتمويل جماعة "داعش" واستخدام جيشها لحماية هذا التنظيم المتطرف، واصفًا ما فعلته تركيا بأنه يمثل طعنة في الظهر من شركاء المتطرفين.
 
وأظهر شريط فيديو منفصل إخراج الطيارين أنفسهم من الطائرة، وهبوطهم بالمظلات قبل أن ينقض عليهم المقاتلين، ويطلقون عليهم النيران.


 
 وصرح المتحدث باسم جماعة المتمردين لـ "اللواء العاشر في الساحل" جاهد أحمد، أن الطيار الذي ظهر في الفيديو مصابًا بالكدمات والحروق توفي بالفعل عندما هبط. مضيفًا أنه جاري البحث عن فرد الطاقم الثاني.
 
وشدد أحمد بأن جماعته تبحث مبادلة جثة الطيار الروسي بسجناء تحتجزهم الحكومة السورية.


 
 يذكر أن الطائرة الحربية الروسية سقطت في منطقة يجبال تركمان التي يقطن بها مواطنين تركمان - سوريين من أصول تركية ويحكمها العديد من الجماعات الغير متحالفة مع جماعة "داعش"، بما فيها جناح تنظيم القاعدة في سورية المتمثل في جبهة "النصرة" وكذلك الجيش السوري الحر و"اللواء العاشر في الساحل"، والمتكون من مقاتلين تركمان محليين.


 
 وشهدت هذه المنطقة في الأيام الماضية نشر الحكومة السورية الحالية برئاسة بشار الأسد قوات برية هناك تحت غطاء من الطائرات الروسية.
 
وذكر الجيش التركي الكولونيل ستيف وارن خلال بيان متفق عليه مع الجيش الأميركي، "أن الطيارين الروسيين تم تحذيرهم عشر مرات في مدة زمنية بلغت خمس دقائق قبل استهدافها. مشيراً إلى أن الأمر احتاج إلى بعض الوقت قبل اتخاذ القرار من أجل تحليل البيانات والوقوف على مكان تحليق الطائرة.
 
وأكد الرئيس بوتين خلال اجتماعه بملك الأردن الملك عبد الله الثاني في مدينة سوشي الروسية، بأن حادث إسقاط الطائرة كان بمثابة طعنة في الظهر، مشيرًا إلى أنه لن يتم السماح بتكرار مثل هذه الأعمال الوحشية مجددًا. آملاً في أن يتحرك المجتمع الدولي تجاه هذا الشر الذي يحدق في المنطقة.
 
وألغى وزير "الخارجية" سيرجي لافروف زيارته التي كانت مقررة إلى تركيا ردًا على القرار التركي بإسقاط الطائرة الروسية، في الوقت الذي زعم فيه بوتين شراء تركيا النفط من جماعة "داعش" وتمويل الجماعات المتطرفة، متهمًا توفير حكومة أنقرة الحماية للمتطرفين.
 
 وذكرت مصادر لوكالة "فرانس برس" في بيروت أن مروحية هليكوبتر في نفس المنطقة في سورية تم تدميرها من قبل متمردين على الأرض بعد إجبارها على الهبوط الاضطراري لما تعرضت له من أضرار نتيجة إطلاق النار عليها. بينما ذكر مصدر عسكري سوري للوكالة ذاتها أن وحدة من القوات الخاصة السورية أنقذت عشرات من قوات الكوماندوز الروسية وأعادوهم إلى قاعدة اللاذقية.
 
 يذكر أن حكومة أنقرة دعت إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي من أجل مناقشة الاعتداءات على المناطق التركمانية في سورية، والتي أجبرت نحو 1,700 من المدنيين للنزوح من منازلهم خلال الأيام القليلة الماضية.  حيث جاء ذلك في أعقاب استدعاء سفير موسكو، وطلب تركيا وقف فوري للعملية العسكرية الروسية بالقرب من الحدود السورية ذاكرة أن الإجراءات الروسية لم تشكل مكافحة للتطرف وإنما اتجهت إلى قصف المدنيين.