عملية الطعن في فرنسا


نشر تنظيم "داعش" المتطرف شريط فيديو لحمزة اسيموف، 20 عامًا، المُنفذ لعملية الطعن في العاصمة الفرنسية باريس، يوم السبت الماضي، وقد وصل فرنسا كونه لاجئًا من دولة الشيشان، التي مزقتها الحرب، واستمرت عملية الطعن تسع دقائق، وأسفرت عن مقتل رجل، وإصابة أربعة آخرين، من بينهم مواطن صيني وآخر من لوكسومبورغ، وكانت الهجمات بقرب أوبرا غارنييه التاريخية، في وسط المدينة، وبعد ساعات، ألقت الشرطة القبض على عائلته في باريس، حيث تعيش العائلة الشيشانية هناك منذ بداية عام 2000.

وأصدر تنظيم "داعش" فيديو دعائيًا يظهر فيه القاتل وهو يسجل رسالته الأخيرة، ويؤكد ارتباطه بالجماعة المتطرفة، وكان اسيموف، على قائمة المراقبة لمكافحة التطرف، ومن المتطرفين المشتبه فيهم، وفي الفيديو، واصل حديثه للمتطرفين المقيمين في أوروبا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، مطالبًا إياهم البقاء أقوياء لأن النصر أصبح قريبًا.

وتحدث في الفيديو باللغة الفرنسية أثناء جلوسه في حديقة ممطرة وخلفه الأشجار، وأنهى الفيديو بالنظر إلى الكاميرا، وقوله وداعًا.

اعتقال واستجواب صديق اسيموف

وقالت الشرطة إنها اعتقلت واستجوبت صديقًا للمهاجم في ستراسبورغ، وأعلنت أنها استقبلت أول مكالمة طوارئ في تمام الساعة 8:47 مساء السبت، وصرخ المهاجم " الله أكبر"، وهو يطعن رجلًا في حنجرته عشوائيا، وأكد ممثلو الادعاء أن اسيموف، مولود في جمهورية الشيشان، في عام 1997، وليس له سجل جنائي سابق، ولكن له ملف على قائمة المتطرفين المشتبه فيهم، وربما يشكل مخاطر أمنية، ولفت مصدر إلى أنه حاصل على الجنسية الفرنسية، وتم وضع والده وأمه، رهن الاحتجاز، صباح أمس الأحد.

ويوجد نحو 30 ألف شخص شيشاني في فرنسا، وصلوا كلاجئين في بداية الألفية الثانية؛ بسبب حربي الشيشان.

وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في العام الماضي، حيث اشتكى من تعذيب المثليين جنسيًا في الشيشان، والاضطهادات التي يتعرض لها غير المسلمين هناك، حيث إن الشيشان الآن جزءًا من الاتحاد الروسي.

فرنسا تدفع ثمن الدم

ووصلت الشرطة إلى دار الأوبرا التاريخية في العاصمة الفرنسية، بعد الساعة التاسعة، واستخدامات مسدسات الصعق على المهاجم، قبل أن تطلق النار عليه ويسقط ميتًا؛ لرفضه الاستسلام، وكان مسلحاً بسكين مطبخ.

وادعت "داعش" لاحقًا أن القاتل كان أحد جنودها، وقال ماكرون "تدفع فرنسا مرة أخرى ثم الدم".

وتُظهر اللقطات الدرامية ذُعر الناس في الشارع وهم يركضون بعيدًا عن مسرح الجريمة، وفي اللقطات يمكن رؤية شخص ما مغطى بالدماء ويرقد على ظهره في الشارع.

وقال أحد الشهود إن الناس اختبأوا في حانة، بعدما شهدوا عملية الذبح في الشارع، وقال آخر إنه سمع إطلاق أربع طلقات في تتابع سريع، ولفت شاهد بريطاني، وهو مالك مطعم "أوليفر وودهيد"، إلى أنه رأى المهاجم يقترب من الزاوية ويداه ملطخة بالدماء.

هجمات متطرفة في فرنسا منذ 2015

ويأتي هذا الهجوم المتطرف في أعقاب سلسلة من الهجمات المتطرفة في فرنسا، والتي راح ضحيتها نحو 250 شخصًا، منذ بداية عام 2015.ويعقد وزير الداخلية الفرنسي، غيرارد كولومب، اجتماعًا أمنيًا خاصًا، اليوم، للتصدي للهجمات، وقال إن السلطات تعمل للعثور على أي شخص ربما ساعد اسيموف، ومن جانبها، قالت وكالة أعماق، التابعة لتنظيم داعش، إن المعتدي نفذ الهجوم ردًا على دعوات المجموعة لأنصارها استهداف عناصر التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة؛ للضغط على المتطرفين للخروج من سورية والعراق.

ويشارك الجيش الفرنسي في التحالف منذ عام 2014، وقتل أكثر من 200 من أتباع "داعش" في فرنسا، في السنوات الأخيرة.

الرئيس الشيشاني يحمل فرنسا المسؤولية

وفي هذا السياق، قال الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، إن فرنسا تتحمل المسؤولية الكاملة عن الهجوم، مضيفًا أنه تم إبلاغه بأن المهاجم حصل على حق الإقامة في فرنسا، وكان يحمل جواز سفر روسياً حتى بلغ سن الرابعة عشرة.

وأفاد مسؤول قضائي فرنسي غير مصرح له بالحديث علانية، أن المشتبه به ولد في نوفمبر/ تشرين الثاني 1997، ما يعني أن عمره يبلغ حاليًا عشرين عامًا.

وعرّف قديروف المشتبه به الذي أردته الشرطة قتيلا قائلا إن اسمه حسن عظيموف، فيما ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن اسمه الأول حمزة.ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن الرئيس الشيشاني قوله "أعتقد أن المسؤولية في واقعة سير حسن عظيموف على طريق الجريمة تقع بالكامل على عاتق السلطات الفرنسية.. هو فقط ولد في الشيشان (لكن) تربيته وتكّون شخصيته ورؤاه وقناعاته تشكلت في المجتمع الفرنسي".