أمين عام المجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري

شهدت الساحة الأمامية لمعبد الأقصر الفرعوني، مساء الجمعة، احتفالية أثرية كبرى، بمناسبة إزاحة الستار عن تمثال الملك رمسيس الثاني، بعد انتهاء أعمال ترميم أجزائه وتجمعيها ورفع التمثال كاملا أمام الصرح الأول لمعبد الأقصر، وذلك بمجهودات مصرية خالصة بأيدي البعثة المصرية.

وقال أمين عام المجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري، إن أعمال الترميم والتجميع والتركيب الخاصة بالتمثال الجديد استمرت لمدة حوالي ستة أشهر، حيث بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠١٧، بالإضافة إلى مساهمة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ومحافظة الأقصر الذين وفروا للمشروع مواد الترميم اللازمة الذي قام به فريق عمل من الأثريين والمرممين المصريين.

وأشار وزيري، إلى أن أجزاء التمثال التي تم تجميعها كانت تتكون من  14 قطعة أي ما يمثل 40%، من جسم التمثال وكانت أكبر هذه القطع رأس التمثال كاملة، والقاعدة و عليها القدمين، لافتا إلى أن ارتفاع التمثال يبلغ حوالي 11.70 متر من القاعدة وحتى التاج،  ويزن حوالي ٦٥ طنًا، ويصور الملك رمسيس الثاني يرتدي التاج المزدوج واقفا مقدما قدمه اليسرى للأمام وهو الوضع الذي اعتاده الفنان المصري القديم، موضحا أن أهم ما يميز التمثال هو الرأس التي تمثل الفترة الشبابية للملك رمسيس الثاني، وهي قطعة نادرة لهذه الفترة من حياة الملك، وتم العثور عليها مكتملة ولم تحتاج إلى ترميم.

وقال مدير عام معبد الأقصر أحمد عربي، إنه تم الكشف عن بقايا التمثال أثناء أعمال حفائر  البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور محمد عبد القادر داخل المعبد عام 1958 وحتى1960، حيث تم الكشف عن التمثال وغيره من التماثيل التي وجدت مدمرة نتيجة تعرضها قديما لزلزال مدمر في العصر الفرعوني، وكانت عبارة عن أجزاء، حيث قام الأثري الدكتور محمد عبدالقادر بأخذ هذه البلوكات وتجميعها وترميمها ووضعها على مصاطب خشبية لحمايتها، موضحًا أن هذا التمثال هو التمثال الثاني الذي قامت وزارة الآثار بترميمه وإعادة تركيبه في إطار مشروع تجميع وترميم تماثيل الملك رمسيس الثاني عند البيلون الأول بمعبد الأقصر.

ومن جانبه أعرب وزير الآثار الدكتور خالد العناني، عن فخره بإنجازات البعثة المصرية التي نفذت هذا العمل العظيم، مشيرا إلى أنه عرض على البعثة المصرية الاستعانة ببعثات أجنبية منذ البدء في ترميم التمثال الأول إلا أنهم رفضوا وأصروا على إتمام عمليات الترميم بأيدي مصرية خالصة، مؤكدا أنه كان متابعا لكل مراحل أعمال ترميم وتجميع التمثال.

وشارك في حضور الاحتفالية كل من وزير الآثار الدكتور خالد العناني، ومحافظ الأقصر محمد بدر، وسفيرة الكونغو في القاهرة بوتو ندوكو، وأمين عام المجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري، ومدير عام منطقة آثار مصر العليا الدكتور محمد عبد العزيز، ومدير عام آثار الكرنك الدكتور مصطفى الصغير، وعدد من قيادات وزارة الآثار، وممثلي عدد من وسائل الإعلام والصحف العالمية لتغطية هذا الحدث الهام.
 
وكانت وزارة الآثار قد أزاحت الستار في يوم التراث العالمي العام الماضي في إبريل/نيسان 2017، عن التمثال الأول بعد الانتهاء من أعمال ترميمه وتجميعه، وهو الموجود الآن أمام الصرح الأول بمعبد الأقصر، حيث وجد في حوالي ٥٧ قطعة مجزئة، ومصنوع من حجر الجرانيت الأسود ويبلغ ارتفاعه حوالي 11,70 متر من القاعدة حتي التاج،  ويزن حوالي ٧٥ طنَا، ويصور الملك رمسيس الثاني يرتدي التاج المزدوج واقفا مقدما قدمه اليسرى للأمام وهو الوضع الذي اعتاده الفنان المصري القديم، وإلى جانبه تظهر زوجته الملكة نفرتاري ملاصقة له بارتفاع 1.5 متر تعبيراً عن مدي اعتزازه وتقديره لزوجته.