لوح حجري يبلغ عمره 3200 عام

أعلن العلماء أخيرًا، فك شفرة لوح حجري يبلغ عمره 3200 عام، والذي يصف أمير الطروادة المحارب منذ أكثر من 135 عامًا بعد اكتشافه لأول مرة، ويذكر النقش ازدهار مملكة قوية تسمى ميرا، التي بدأت بحملة عسكرية بقيادة أمير يدعى موكسوس من "تروي"، وتكشف القصة عن وقت قامت فيه الكونفدرالية يطلق عليها علماء العصر الحديث اسم "شعوب البحر" أثرت على المدن والحضارات عبر الشرق الأوسط، ويبدو أن مملكة ميرا، التي انضمت إلى هذا الغزو العسكري، كانت جزءا من المجموعة البحرية.
ووفقًا إلى الرموز المبهمة، كان للمملكة يد قوية في غزو شعوب البحر، وساعدت حتى على إنهاء العصر البرونزي في شرق البحر الأبيض المتوسط، ومع ذلك، أثار العديد من العلماء المخاوف من أن تلك النقوش قد تكون وهمية، ولأن اللوحة نفسها قد دمرت في القرن التاسع عشر، فإن فك التشفير الحديث يقوم على نُسخ من المفترض أن يكون رسمها العلماء في ذلك الوقت، أما النقوش الحجرية، التي يبلغ طولها 95 قدما (29 مترا)، فهي مكتوبة بلغة قديمة تدعى لويان، وهناك عدد قليل من الناس يستطيع أن يقرأها اليوم، وبعض التقديرات تشير إلى أن 20 فقط من علماء اليوم يمكنهم قراءة نظام كتابة الأناضول القديمة، والذي تُستخدم فيه الهيروغليفية المعقدة لتصوير القصص.
وعمل اللغوي الهولندي المستقل الدكتور فريد وودهيزن، من أمستردام، مع باحثين آخرين لفك النص بعد 139 عامًا من اكتشافه لأول مرة، وتحدثت "Live Science" إلى العديد من العلماء غير المنتمين إلى البحث، وأعرب البعض عن قلقهم من أن النقش هو تزوير حديث، ولكن الدكتور ودهيزن وزملائه اعتقدوا أنه سيكون من الصعب للغاية، إن لم يكن مستحيلا، على شخص ما صنع مثل هذا العمل الوهمي الطويل والمعقد لأن عددًا قليلًا من الناس يمكنهم قراءة اللغة القديمة.
ويذكر النقش كيف أن ميرا، التي تقع في ما هو يُعرف الآن بغرب تركيا وتسيطر عليه تروي بنفسها، كان يحكمها الملك كوبانتاكورونتاس، وكيف قاد الأمير مكسوس، وهو أمير طروادة، بعثة بحرية ل ميرا غزا فيها عسقلان، والمعروفة الآن بإسرائيل، وبني قلعة هناك، كما يدعي النقش.
ويتحدث النص عن تعلي الملك كوبانتاكورونتاس إلى عرش ميرا، وبعد إطاحة ملك طروادة، استولى والد الملك كوبويتاكورونتاس الملك مشويتاس على حكم تروي، تم العثور على الحجر الجيري بطول 35 سم (13.5 بوصة) منذ عام 1878 في قرية بيكوي، على بعد حوالي 21 ميلا (34 كم) شمال أفيونكاراهيزار في تركيا، وهو يحمل أطول نقش هيروغليفي معروف من العصر البرونزي.