ندوة الثقافة والعلوم

دُشّنت أمسية في رحاب ندوة الثقافة والعلوم، مساء الإثنين، في الذكرى السابعة عشرة لرحيل الشاعر الكبير سلطان بن علي العويس، حضرها محمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وإبراهيم بوملحة مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الإنسانية والثقافية، والأديب عبد الغفار حسين، وعلي بن حميد، وعبد الإله عبد القادر، وشارك فيها الباحث مؤيد الشيباني والشاعر محمود نور وعازف العود ماجد شهاب وأدارها سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم.

ونهلت الأمسية الشعرية الموسيقية من المكتبة الشعرية التي خلفها سلطان العويس، وبحثت في قصائده التي فاضت عذوبة، بدأت بكلمة لسلطان السويدي أوضح فيها أنه تحل هذه الأيام ذكرى رحيل رجل من خير رجال الإمارات، رجل قدم لهذا الوطن الكثير، وكان دائم العطاء، وقد خص ندوة الثقافة والعلوم بجائزة تحمل اسمه منحها لأبناء الوطن الموهوبين، كلكم يعرف أن قيادتنا الرشيدة قررت أن يكون عام 2017 هو عام الخير، ولعل ما قدمه العويس يعد نموذجاً مشرقاً للأسلوب الذي يخدم به الإنسان وطنه الغالي، احتفال الندوة بالشاعر الكبير سلطان العويس يعد ضمن أهدافها في تكريم رجال أسهموا بنصيب في تعزيز حب الوطن، هذا الحب أرسى قواعده المؤسسون الأوائل، ويواصل تأكيده وترسيخه اليوم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة"

وأفاد عبد الغفار حسين في شهادته عن العويس أنه "كنت أكثر الأشخاص الذين عاصروه، وأكثرهم قرباً واحتكاكاً به، ولعل جائزة العويس التي تخطت الحدود العربية وأصبحت عالمية، كنت واحداً من الذين واكبوا تأسيسها منذ البداية، وأذكر إن هذه الجائزة انبثقت فكرتها من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وقد عرضت على كثير من رجال الأعمال وقتها، ولكن بمجرد عرضها على العويس تبنى الجائزة، ورصد لها وقفاً خاصاً يدر عليها عائداً يضمن استمراريتها، وجدير بالذكر أن سلطان لم يتدخل مطلقاً في سير عمل الجائزة أو اختيارات المحكمين، لضمان حياديتها".

الخير والعطاء
وأكّد محمد المر ، أن "سلطان العويس من القلائل الذين أدركوا المسؤولية المجتمعية لرجال الأعمال ومنذ وقت مبكر رصد الأموال لتعليم أصحاب الإمكانات المادية المحدودة في مختلف إمارات الدولة، وساهم في الحملات المختلفة لمساعدة القضية الفلسطينية والأعمال الخيرية التي تقوم على مساعدة المتعثرين، كما ساهم في إنشاء المساجد والسدود والمدارس والمستشفيات في مختلف إمارات الدولة وخارجها، وأن رعاية العويس لمؤسسته وجائزتها التي تكرم المبدعين العرب، إضافة إلى تخصيصه جائزة العويس للإبداع التي خص بها أبناء الإمارات وتقوم على تنظيمها ندوة الثقافة والعلوم يعد بمثابة تتويج لعطائه وتؤكد حرصه على أن تكون مساهماته في إطار مؤسسي، ونتمنى بما إننا الآن في «عام الخير» أن نتذكر الخير الذي قام به سلطان العويس على مدار مشوار حياته الحافل بالخير والعطاء".

وأشار إبراهيم بو ملحة إلى أنه "أعتبر نفسي من تلامذة سلطان العويس من خلال مجلسه الذي كان يضم نخبة من الأدباء والمثقفين من مختلف أنحاء الوطن العربي، وقد كان سلطان من مؤسسي الندوة وقدم فكره وماله وصحته من أجل الوطن، رحم الله سلطان العويس شاعراً كبيراً حاضراً رغم رحيله"، ثم تحدث مؤيد الشيباني عن شعر العويس مؤكداً إنه بقي بفعله الحضاري حياً بيننا من خلال القصيدة والكتاب والجائزة، ومشيراً إلى أن إبداعاته الشعرية كانت تعبر عن الصدق والتجانس الموضوعي الفني بين النص وكاتبه، ثم عزف الفنان ماجد شهاب على العود قصائد مغناة للعويس، وألقى الشاعر محمود نور قصائد عدة لسلطان العويس من بينها: قصيدة سمراء الجزيرة تحية إلى مصر ورماد الحب، وتخلل الأمسية معرض فني ضم مجموعة مميزة من صور العويس رسمها نخبة من الفنانين عرضت في باحة الندوة.