"دبي للشباب" 100 موهبة مسرحية تستعد للدورة العاشرة


"لا خشبات مسرح شاغرة حالياً".. هذا هو الشعار الذي ترفعه الآن مقار معظم المسارح المحلية بالدولة، مع بدء العد التنازلي لانطلاقة الدورة العاشرة لمهرجان دبي لمسرح الشباب، الذي يبدأ في 22 من الشهر الجاري، ويمتد حتى ختامه في 31 من الشهر ذاته.

ومع استيعاب المهرجان، في دورة تمام عقده الأول، لأكبر عدد من المشاركات منذ انطلاقته، وهو 11 فرقة مسرحية مختلفة، بخلاف العروض المستضافة من مهرجان المسرح الجامعي ومهرجان المسرحيات القصيرة، وسواها، يمثل المهرجان هذا العام فرصة لأكثر من 100 موهبة مسرحية في شتى مجالات وفنون المسرح، ما يرسخ موقع المهرجان كمنصة، ليس فقط لإبراز المواهب الشابة، بل باعتباره محاولة عملية لضخ دماء تجدد حضور "أبوالفنون" الذي يعاني محلياً من خفوت نشاط فنانين مخضرمين باتوا يفضلون الدراما التلفزيونية في الفترة الأخيرة.

حبات العقد الأول التي تتزين بأعداد أكبر هذا العام، من مواهب الكثير منها يعرف طريقه إلى المشاركة المهرجانية للمرة الأولى، ليست كل شيء، في الدورة المقبلة، التي تهدف من خلالها هيئة دبي للثقافة والفنون، لأن تكون بمثابة دورة تتويج وحصاد مبدئي، لمسيرة 10 سنوات، بدأها المهرجان الشبابي الوحيد بالدولة المرتبط بالمسرح المحلي، بعمل كان نتاج ورشة مسرحية، قبل أن يحافظ على إقامته، بتنافسية عالية بين مختلف مسارح الدولة.

وكشفت رئيس مهرجان دبي لمسرح الشباب، فاطمة الجلاف، التي تتولى إدارة المهرجان للمرة الأولى هذا العام، عن أنه تم إسناد إخراج الحدث الافتتاحي، الذي سيكون بمثابة بانوراما مشهدية واستعراضية، للفنان الشاب مروان عبدالله، الذي يعد أكثر الفنانين الشباب نيلاً لجوائز الإخراج عبر منصته، في أعمال ارتبط في معظمها مع صديقه الكاتب الشاب طلال محمود، وهما ثنائي ارتبط معاً بالعديد من المسرحيات التي لاقت صدى طيباً خلال دورات مختلفة في مسيرة المهرجان.

وأشارت الجلاف إلى أن الحدث الافتتاحي سيحمل رؤية تسعى إلى إضاءة حضوره في سياق مسيرته الممتدة عبر توالي دوراته، وأبرز المحطات في تلك المسيرة، ودوره في استيعاب المواهب الواعدة، من مختلف مسارح الدولة، فضلاً عن رؤية الفنانين المخضرمين لأهمية الدور الذي نجح في تحقيقه المهرجان، والعديد من الفقرات الأخرى التي ستكون بمثابة مفاجآت لحفل الافتتاح.

الفنان مروان عبدالله، الذي سبق أن أبدع إخراج عرض مسرحي تم إعداده خصيصاً للعرض الافتتاحي أيضاً، العام الماضي، أعرب عن سعادته بتجديد الثقة في أدواته الفنية من قبل هيئة دبي للثقافة والفنون، عموماً، واللجنة المنظمة لمهرجان دبي لمسرح الشباب بصفة خاصة، مؤكداً أن 10 سنوات من مسيرة المهرجان مثلت بالفعل حقبة مسرحية مختلفة، وقدمت للجيل الحالي فرصاً لم تحصل عليها الأجيال السابقة.

الكاتب الشاب، طلال محمود، يعد أيضاً من الأسماء التي حافظت على حضورها في معظم دورات المهرجان، حيث يعود هذا العام بمسرحية، من إنتاج مسرح دبي الأهلي، وإخراج غانم ناصر، لا تخلو من سمة كسر النمطية، كسائر أعماله، على الأقل من حيث عنوانها، الذي يبدو مثيراً للجدل، وهو "كان من المفروض أن تكون هناك.. عنوان طويل لمسرحية قصيرة"، وهو العمل الذي يشهد أيضاً مشاركة احد الفنانين، الذين قدمهم المهرجان حلولاً فنية لمخرجين متعددين أثناء خياراتهم الفنية في أعمال شاركت بشكل خاص في مهرجان أيام الشارقة المسرحية، وهو الفنان الشاب، حسن يوسف، الذي نوع في مشاركاته بين التمثيل والإخراج، وحصد جوائز مهمة في كليهما.

لم تأتِ كل المشاركات على المستوى الفني ذاته، بطبيعة الحال، بالنسبة لمعظم الفنانين الشباب، فالتجارب الشبابية في الأساس هي لطاقات ومواهب في مرحلة مبكرة جداً من مشوارها الفني حتى لو تراكمت مشاركاتها، فالفنان الشاب، إبراهيم أستاذي، الذي أبدع في الدورة الثانية من المهرجان، لم تخلُ بعض مشاركاته التالية من ملاحظات نقدية، جاء بعضها قاسياً، لكنها لم تثنِهِ عن مواصلة المشاركة، بل الاستفادة منها، والذهاب لما هو أبعد في مجال تجويد أدائه.

ويقول أستاذي: "لولا مهرجان دبي لمسرح الشباب لما كان هناك مجال للكثيرين من أصحاب المواهب المسرحية الحقيقية من أبناء جيلي للصعود بقوة إلى الخشبة، سواء في مجالي التمثيل أو الإخراج أو غيرهما، وفي أحسن الأحوال كنا سنرى بعضهم في أدوار غير رئيسة، في ظل ساحة مسرحية، ستحتاج، في حال غيابه، إلى حقب أطول من أجل أن تصل لمرحلة التجديد، وإتاحة الفرصة للدماء الشابة للإفصاح عن قدراتها".