أنغام الجالغي البغدادي في المركز الثقافي العراقي

شناشيل بغداد وأنغام الجالغي البغدادي بآلاته الجوزة والسنطور المميزة في المقام العراقي لا يمكن أن تفصل الواحد منهما عن الآخر، فهما يحملان شذى بغداد لدى أهاليها والعالم، واليوم  يعودان ولو على استحياء نتيجة المد الديني الذي ساد العاصمة العراقية منذ العام 2003 والذي يحرم الغناء بأنواعه كلها.  واكتظت قاعة شناشيل في المركز الثقافي العراقي بالمولعين بأنغام الجالغي البغدادي وعودة فرقة المقام العراقي لتعزف  ألحانها على الجوزة والسنطور المميزتين مصاحبة لما تصدح به حنجرة قراء المقام بالتغني بموروثات قصائدهم.   العودة كانت بمبادرة شخصية من منتدى آفاق بغداد الثقافي قبل عام تقريباً، والبداية، بحسب مدير المنتدى الأديب سعيد الأزهر في الهواء الطلق على (الدوبة)، أي مرسى الزوارق على  ضفاف نهر دجلة، "ولكن السلطات العراقية منعت ذلك فلم يَسَعْ وزارة الثقافة للتوفيق بين ميول عدد من المثقفين المشهورين وبين القانون فمنحت المنتدى حق استخدام قاعة شناشيل لإقامة حفلاتها التي تتميز بالتراث والأدب".   وأضاف سعيد الأزهر لـ"مصر اليوم" الموجود في القاعة أن قاعة شناشيل رغم صغرها فهي أفضل من لا شيء لأن التراث البغدادي مُتجذّر في نفوس البغداديين والعراقيين ولا يمكن للبعض وبخاصة المثقفين الاستغناء عنه، مبيناً أن حفلات المنتدى لا تقتصر على فرقة الجالغي البغدادي رغم أنه فقرة أساسية في المنهاج الذي يستمر من الساعة التاسعة صباحاً من كل جمعة ويمتد إلى الساعة الواحدة ظهراً، مشيراً إلى أن المنتدى يعتني بالجانب التراثي الممزوج بطبيعة الحاضر لخلق خطاب متوازن بينهما، كما تشهد مناهج المنتدى أصبوحات شعرية.   وأشار الأزهر إلى أن بعض الأسابيع تشهد عروضاًَ لأفلام وثائقية سينمائية لبغداد وكذلك حكايات بغداد العريقة بأسلوبها المميز الذي يحمل أخلاق أهالي بغداد بعيداً عن الإسفاف،  موضحاً أن كل ما يتم عرضه يعتمد على التمويل الذاتي من قبل المولعين بالتراث الذين يشعرون بان متنفسهم الوحيد هو ساعات المنتدى المعدودة وينتظرونها بشغف كل أسبوع. واختتم الأزهر بأن الفرقة لا تتقاضى أجراً مطلقاً وإنما تشارك بهدف تواصلها مع جمهورها الذي يتميز غالبيته بكبار السن والذي يعد أنغام الفرقة ذات الطعم الخاص التي لا يمكن الاستغناء عنه في حياتهم.