"دبي كانفس

تعد مشاركة الفنان الإسباني المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، نيل هاربسون، الذي يطلق عليه اسم "سايبورغ" وهو مصطلح يشير إلى الانسان الذي تمت إضافة وسائل تقنية لتعويض وظائف حيوية يفتقر إليها جسده، من أبرز المشاركات في الدورة الثانية من "دبي كانفس"، حيث يقدم فيها "سيمفونية ألوان دبي".

وأوضح "أنا فنان (سايبورغ)، وأحمل تقنية مزروعة في جسدي تمكنني من تحويل الألوان التي لم أتمكن من رؤيتها بسبب إصابتي بعمى الألوان منذ الولادة، إلى موجات صوتية، وإن الهدف من زيارتي لدبي، هو أن أجد الألوان المسيطرة في هذه المدينة، بعد أن أتجول فيها وأتعرف إلى معالمها الحضارية والتراثية، وبعدها سأقدم المعزوفة مع الموزع الموسيقي الشهير دكتور توست".

ولفت هاربسون الى أن المعزوفة ستقدم عبر "دي جي" سيقوم بعزف النوتات التي تسيطر، لأن كل موجة لونية تحمل موجة موسيقية، منوها بأنه مشى صباح أمس حول المدينة وتحديدًا في "جي بي آر"، وسيتابع السير في أماكن مختلفة من دبي. وأشار هاربسون الى أن الانتهاء من كتابة المقطوعة يحتاج الى يومين، فهي عملية طويلة وتحتاج الى وقت. وشرح لنا كيفية ترجمة بعض الألوان إلى نوتات، فاللون الأحمر في الموسيقى هو النوتة "فا"، بينما الأصفر هو "صول"، والأخضر، "مي"، والأزرق هو "دو" والبنفسجي "ري"، وهي عبارة عن سلم موسيقي لوني.

ولفت الى أن ترجمة اللون الى موسيقى أمر سهل، ويعتمد على معادلة ثابتة، فلكل لون نغمة، كما ان الاطفال سيفهمونها من خلال ورشة العمل التي سيقدمها لهم. ونوه بأن هذه التجربة التي يقدمها تعد الأولى من حيث خصوصيتها لمدينة بعينها، لافتًا الى أنه قام بمعرفة ألوان أكثر من مدينة موسيقيًا، لكنها المرة الأولى التي تقدم فيها معزوفة خاصة بمدينة ويغنيها أطفال، كما أن المشروع هو الأول له في الشرق الأوسط، معبرًا عن إعجابه بخوض التجربة وبالمهرجان ككل.

ويشارك في المهرجان الفنان الاميركي الذي أسس فن الرسم ثلاثي الأبعاد كيرت وينر، ويقدم في النسخة الثانية مجموعة من الرسومات التي تمتاز بالألوان الترابية التي غالبًا ما تسيطر على أعماله، مع الكثير من التفاصيل في المشهد الذي يقدمه، والتي تعتمد على الحركة القوية والعمق، فتبدو كما لو أنها تخرج من الارض. ويقدم في إحدى رسوماته ثلاثية الأبعاد، مشهد الغرفة التي يجلس فيها الصبي مع الأسد الذي يحاول افتراسه، بينما يقدم في لوحة أخرى مشهدًا لسباق الخيول.

وتمتاز الرسومات في الدورة الحالية بسيطرة المشاهد الطبيعية، كالشلالات، أو حتى الدروب بين الثلوج، الى جانب مجموعة من الأعمال التي تحمل الكثير من التعقيد في الوهم الذي توجده، ومنها الكرة الحديدة، ويتصاعد هذا الوهم المبتكر من خلال الأبعاد الهندسية مع الفنان الانجليزي فاناكابان، الذي يقدم عمل البالونات الوهمية. أما الفنانة الاسترالية جيني كراكين، فتحرص على تقديم الرسم ثلاثي الابعاد من خلال "الأحجية" التي تبتكرها قطعًا متناثرة، وتوجد من خلال الرسومات أبعادًا كثيرة معتمدة على الظل والضوء في الرسم، في حين كان الفنان الروسي فيليبينزو قد بدأ برسم لوحته حول القطط المتعاركة مع البالون الفضي.

ويذكر أن الجهة المنظمة تحرص على تقديم المكان الصحيح لالتقاط الصور، مع تقديم نموذج مصور لكيفية التقاط الصورة من الزاوية الصحيحة، لتجنيب الناس الوقوع في خطأ التقاط الصورة من الزاوية الخطأ، كي يتمكنوا من رؤيتها ثلاثية الأبعاد