كاتدرائية "غاودي" في برشلونة

كتب W H Auden  عام 1937 بأنه عند وصوله إلى برشلونة، ووجد أن جميع الكنائس مغلقة ولم يرى كاهنًا وقتها، وعلم أنه تم إطلاق النار على الكهنة، وتم إخراج جثث الراهبات وعرضها في الشارع، كما أن أغلب الكنائس في المدينة والبالغ عددها 58 كنيسة تم إحراقها وهدم الكثير منها،  فين حين أن كاتدرائية العصور الوسطى في برشلونة التي توجد في قلب المدينة، هي الوحيدة التي نجت بعد الحماية التي تلقتها من قبل الحكومة المحلية.

وبالنظر إلى التاريخ الغني لبرشلونة، فقد سبقت مكافحة رجال الدين الحرب الأهلية في إسبانيا، بحيث أصبح معبد "Sagrada Família" المتشدد أفضل المقاصد السياحية في برشلونة، بحيث يأتي إليه ثلاثة ملايين زائر سنويًا.

وترجع الفكرة الأصلية المذهلة من أجل بناء هذا المشروع إلى جوزيف ماريا بوكابيلا، الناشر الذي كان يعد أحد الأثرياء في كاتالونيا، وكان حريصًا على تحدي انتشار الأفكار الثورية، ومن ثم جاءت فكرة بناء هذا المعبد.

كرس جاودي الـ12 عامًا الأخيرة من حياته، للصلاة والصوم لفترات طويلة وبناء "La Sagrada Família" للعائلة المقدسة التي كانت تعيش في ظروف صعبة، وبالتالي كان مشروعه العظيم الذي كان يعكف على بناؤه بقلق، يأتي ليكون بمثابة كاتدرائية للفقراء الذين يشغلهم فقط الصلاة وليسوا موضوعًا للسياسة، لاسيما السياسة الثورية.

وأدى البابا بنديكت السادس عشر، أول قداس في "the Sagrada Família" عند افتتاحها في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2010

تبدو كنيسة "العائلة المقدسة" أو "the Sagrada Família" من الخارج، كإحدى الأبنية البشعة، إلا أنها من الداخل لا تمثل في الواقع كاتدرائية بحيث يمكن سماع الغناء يأتي من مكان ما داخل الأديرة، إلى جانب نافورة حجرية جميلة لمياه شرب.

وشيدت الكنيسة على مدار ثلاثة قرون، بداية من الثالث عشر وحتى الخامس عشر، وبنيت لتكون أطول كنيسة في العالم، إلا أن بناؤها الذي جاء من قبل الحرفيين المجهولين يبدو اليوم بشعًا.

وتعد الزخارف التي تزين الأعمدة والسقف، إضافة إلى الضوء الذي يتخلل النوافذ المنقوش عليها بعض الرسومات، من قبيل السحر والخيال، إلى جانب هذا، فإن التفاصيل التي تصاحب كل مكان بالداخل يمكن من خلالها قراءة تاريخ الكنيسة، ما يجعلها تتماشى مع الرغبة في أن يكون البناء بمثابة أداة تعليمية.