سوق أبوظبي للأوراق المالية

أفاد محللان ماليان، بأن السبب الرئيس وراء تراجع الأسهم المحلية بشكل جماعي خلال جلسة الثلاثاء، هو عودة الارتباط مرة أخرى بأسعار النفط عالمياً، التي انخفضت الثلاثاء مقتربة من حدود الـ40 دولاراً للبرميل من الخام الأميركي، و42 دولاراً لـ"خام برنت".
وأوضح المحللان أن هناك أسباباً أخرى أدت إلى هبوط أسواق المال المحلية، الثلاثاء، منها ضعف معدلات السيولة في الأسواق، التي وصلت إلى مستويات متدنية مع إحجام المستثمرين عن الشراء، بسبب قرب الانتهاء من إعلان النتائج المالية للشركات، فضلاً عن فترة الصيف التي ترتبط بمعدلات سيولة منخفضة.
وكان المؤشر العام لسوق دبي المالي سجل خلال جلسة الثلاثاء، انخفاضاً بنسبة 1.3%، بينما تراجع المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية 1.59%. وتفصيلاً، شهدت الأسهم المحلية، الثلاثاء، تراجعات جماعية، إذ سجل المؤشر العام لسوق دبي المالي انخفاضاً بنسبة 1.3% ليغلق على 3469.5 نقطة، مع تراجع السيولة في السوق خلال جلسة الثلاثاء إلى 250.56 مليون درهم، مقابل 288.78 مليون درهم في الجلسة السابقة.
وتصدّر قطاع العقارات التراجعات بنحو 2% مع انخفاض سهم "إعمار مولز" و"أرابتك" و"إعمار العقارية" بنسب بلغت 4.08% و2.01% و1.58% على التوالي، فيما انخفض قطاع الاستثمار 1.4% مع تراجع سهم "سوق دبي المالي" 3%، بينما تراجع قطاع البنوك 1.3% مع هبوط سهم "الإمارات دبي الوطني" بنحو 3%.
وفي أبوظبي، أنهى المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية تعاملات جلسة الثلاثاء على تراجع بنسبة 1.59% إلى مستوى 4507.35 نقاط؛ ليلالثلاثاء أدنى مستوياته في شهر ويفقد 72.8 نقطة، إثر هبوط القطاعات القيادية التي يتصدرها قطاعا البنوك والعقار. كما تراجعت السيولة في السوق إلى 150.37 مليون درهم، مقارنة بـ155 مليون درهم بجلسة الاثنين.
وهبط قطاع البنوك بنحو 2.06%، بفعل تراجع سهم "بنك أبوظبي التجاري" 2.59%، و"الخليج الأول" 2.9%، فضلاً عن انخفاض سهم "بنك أبوظبي الوطني" 1.3%.
وعمّقت تراجعات قطاع العقار من خسائر مؤشر سوق أبوظبي، متأثراً بانخفاض سهم شركة الدار العقارية 2.13%.كما تراجع قطاع الطاقة 1.42% مع هبوط سهم "دانة غاز" 1.75%. وهبط قطاع الاتصالات بنحو 0.75%، متأثراً بانخفاض سهم "اتصالات" بالنسبة نفسها.
وأوضح المحلل المالي وليد الخطيب، إن "عمليات جني الأرباح لسوق دبي عادت سريعاً، الثلاثاء، بعد اقتراب أسعار النفط (الخام الأميركي) من مستوى 40 دولاراً للبرميل ونزوله تحت هذا الرقم لفترة وجيزة على الرغم من ارتفاعه بعد ذلك، فضلاً عن وصول خام برنت إلى سقف 42 دولاراً، ما جعل هناك تحوطاً في السوق لما قد يحدث في أسواق النفط"، مشيراً إلى أن "هذا ما ظهر في الإحجام عن الشراء من قبل المستثمرين في أسواق المال المحلية".
وأضاف أن "قرب الانتهاء من إعلان النتائج المالية للشركات وخروج معظمها بتراجعات ولاسيما في القطاع البنكي، زادا من تخوف المستثمرين في أسواق المال، فضلاً عن أن فترة الصيف ترتبط بمعدلات سيولة منخفضة، ما يجعل السوق عرضة لتذبذبات كبيرة خلال هذه الفترة".
وذكر المحلل المالي عبدالقادر شعث، إن "المؤشرات الفنية في سوقي أبوظبي ودبي وصلت إلى نقاط دعم"، موضحاً أنه "في حال عدم قدرتها على الصمود عند تلك النقاط فمن الممكن أن تحدث تراجعات أخرى في السوقين".
وبيّن شعث بالتدليل من خلال قراءة فنية لمؤشر سوق دبي المالي، أنه "في حال فشل السوق في العودة إلى أعلى مستوى عند 3485 نقطة خلال الجلسات المقبلة، فإن التراجع سيستمر إلى مستوى 3450 نقطة".
وأرجع شعث كسر السوق لنقاط فنية مهمة، الثلاثاء، إلى "التخوف من تحول أسعار النفط للمزيد من التراجع خلال تداولات بقية الأسبوع، بالتزامن مع كسر الخام الأميركي لحاجز نفسي مهم هو دون 40 دولاراً للبرميل، وذلك للمرة الأولى منذ أبريل الماضي".
وأضاف أن "هذا التراجع أعاد للأذهان انخفاضات أسعار النفط الكبيرة التي وصلت إلى مستويات قاربت على الثلاثين دولاراً في فترات سابقة، ما دفع المحافظ والمستثمرين الأفراد للتخفيف من مراكزهم المالية ولاسيما في الأسهم القيادية مثل (إعمار) و(أرابتك) في سوق دبي، وتراجعات قطاعي العقارات والبنوك في سوق أبوظبي".
وذكر شعث أن "الأسواق المحلية تعاني حالياً انخفاضاً في مستويات السيولة بسبب الإجازات الصيفية وانتظار المستثمرين فرص شراء بأسعار أقل".
"الأسواق المحلية تعاني حالياً انخفاض السيولة بسبب الإجازات الصيفية، وانتظار المستثمرين فرص شراء بأسعار أقل".