شركات الطاقة الكينية

تسعى شركات الطاقة الكينية إلى استخدام نبات الكروتون التي تشتهر به كينيا كمصدر نقي لإنتاج الطاقة النظيفة، حيث ينمو نبات الكروتون في سائر الأراضي الكينية، وهو نبات طويل هش رمادي اللون، وبالرغم من استخدامه في السابق في أعمال البناء والتدفئة إلا أن ثمرته تعتبر مصدرًا جيدًا للوقود الحيوي، فمن المتوقع أن يزداد الطلب على هذا النبات الأفريقي رخيص الثمن وغير الملوّث للبيئة.

وتأمل شركة الطاقة الكينية الصغيرة" Eco Fuels Kenya" "إيكو فيولز كينيا"، التي تأسست عام 2012 في مدينة نانيوكي ، في أن يصبح زيت نبات الكروتون وقودًا حيويًا لكينيا وبديلًا عن وقود الديزل، كما تأمل في أن يسير على نهجها دول أخرى، وبدأت كينيا أخيرًا في الاستفادة من أشجار نبات الكروتون، التي تقدّر بالآلاف في البرية الأفريقية في مختلف أنحاء البلاد، لتحسين سبل العيش الكريم والمحافظة على البيئة.  

ولا زالت صناعة زيت الكروتون في بداياتها لكن الوقود الحيوي المستخلص من زيتها يعد بمستقبل صناعي واعد، وستساعد ثمرة الكروتون الصغيرة بلدان أفريقيا في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة التي تشمل مجالات الطاقة النظيفة والتعامل مع التغيّر المناخي والحد من الفقر.، وتستورد كنيا الآن كل احتياجاتها من الوقود التي يصعب على العديد من المجتمعات الكينية تحمّل نفقاته المتزايدة، حيث يستخدمونه في مجالات ضخ المياه وقيادة السيارات، وعلى الرغم من التكلفة الكبيرة بالنسبة للكينين إلا أن أدخنته الناتجة عن   عوادم السيارات وغيرها تتسبب في معدلات مرتفعة من التلوث في العاصمة الكينية نيروبي

وأكّد رئيس برنامج إدارة النظام الإيكولوجي للغابات في جامعة ولاية بنسلفانيا، مايكل جاكوبسون، أن زيت الكروتون وقودًا واعدًا ومستدامًا، ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي تطرق فيها كينيا باب ثورة الوقود الحيوي، إذ بدأت قبل ذلك في عام 2000 مع نبات الجاتروفا، الأميركي الأصل، الذي اعتبر المحصول المقبل في عالم الوقود الحيوي، وخصصت الحكومة الكينية بعيدا عن أراضي الفلاحين آلاف الأفدنة للزراعة الأحادية لهذا النبات، وفي وسط صخب زراعة نبات الجاتروفا حول العالم كان الألاف من المزارعين الكينيين قد بدأوا في زراعته، لكن الحصيلة كانت مخيبة للآمال حيث تركت بعض شركات الطاقة 90% من الأراضي الكينية مزروعة بهذا النبات، وهذا يعني فقدان مئات المزارعين وظائفهم ومن ثم لا يجدون أرضًا ليزرعونها.

وأوضح العضو المنتدب لشركة الطاقة "ايكو فيولز كينيا"، مايلز كاتز، بأنه هو وفريق عمله تعلّموا جيدًا من درس فشل زراعة نبات الجاتروفا، فبدلا من الزراعة على الطريقة الأحادية قررت الشركة مد يد العون لصغار الفلاحين وتذليل الصعاب لكل المعنيين في المنظومة. حيث قامت شركة الطاقة "ايكو فيولز كينيا" بشراء محصول الكرتون من حوالي 5000 مزارع في مناطق مختلفة من كينيا.

ويولّد زيت الكروتون بنسبة 78% أقل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون عن نظيره من وقود الديزل، ومن المتوقع أن ينتشل محصول نبات الكروتون الكينيين من الفقر. فلا تحتاج شجرة الكروتون أي أموال للأنفاق عليها، إلا الماء والسماد وانتظار وقت الحصاد الذي يصل إلى ست مرات في العام الواحد، وهذا ما يجعل نبات الكروتون مصدرًا ثابتًا من مصادر الدخل الكيني، كما يقبض المزارعون أموالهم فور تسليم محصول الكرتون بخلاف محصول القهوة الذي يتطلب منهم انتظار الشهور لقبض أموالهم.