أبها ـ رجاء العيسمي
صوت الفنانة السعودية مؤثرا على المستوى العربي في سبعينات القرن الماضي وتجارب اليوم بداية حقيقة لكسر القيود الاجتماعية المفروضة عليهم
أظهر تقرير صحفي أنّ الساحة الغنائية السعودية لم تخلو من الصوت النسائي منذ نشأتها؛ حيث كان صوت الفنانة السعودية حاضرًا ومؤثرًا على المستوى المحلي والعربي.
وأكد التقرير أنّ الفنانة السعودية الراحلة (عتاب) كانت تحمل في سبعينات القرن الماضي التراث السعودي في مصر، وظهرت مع (عبدالحليم حافظ) في أول إطلالة لها، وتزامن ذلك مع بروز المطربة (ابتسام لطفي) وغنائها من ألحان العمالقة المصريين مثل (رياض السنباطي) وغيره، كما جاءت في وقت لاحق المطربة (سارة) التي قدمها (سراج عمر) لكنها ابتعدت مبكرًا.
وعلى المستوى المحلي، أبرز التقرير الفنانة (توحة)، التي غنّت ولحّنت للعديد من المطربين، موضحًا أنّ هذه السلسلة من الأسماء النسائية ظلّت حاضرة في المشهد الغنائي السعودي بقوة وتألق، لكنها بدأت في الانحسار في منتصف الثمانينات تحت تأثير الفكر الرافض للفنون حتى اختفى الصوت السعودي الناعم.
ويذكر التقرير ظهور الصوت الغنائي النسائي من جديد في مطلع القرن الجديد، بعد بروز النجمة المعتزلة (جواهر) نهاية العام 1999، وكذلك (سارة الغامدي)، التي أبرزت قدراتها في منافسة الأصوات النسائية في الخليج العربي، وأعادت للصوت النسائي السعودي مكانته وشعبيته التي افتقدها متذوقو الفن الأصيل، لكنها أيضًا اعتزلت مُبكرًا، ليعود التاريخ من جديد ويختفي الصوت السعودي النسائي.
وأبرز التقرير العوامل الاجتماعية والفكرية وما رافقها من تشدّد مُعاد للفنون بكل اشكالها التي أدت إلى خنق الصوت النسائي السعودي وتناقض المجتمع في تعامله مع الفنون، ومع الصوت النسائي بشكل خاص، مبيّنا أنّ أغلب السعوديين يقبلون على سماع فنانة خليجية أو عربية أو أجنبية، ويتعلقون بها ويطربون لها، وفي الوقت ذاته يستنكرون ظهور فنانة سعودية، بل يقفون في وجهها حتى تتوقف وذلك عكس ما يجري في دول الخليج؛ حيث يتمّ تبني الموهبة الغنائية ودعمها حتى تبرز وتصبح سفيرة لوطنها، أمثال (أحلام) الإماراتية و(نوال) الكويتية.
وعلى الرغم من ذلك، يؤكد التقرير أنّ ظهور محاولات لفنانات سعوديات شابات، حاليًا يقدمنّ إنتاجهنّ الغنائي عبر قنواتهنّ في اليوتيوب وغيرها من المواقع أمثال عازفة الغيتار (أضوى الدخيل)، هي بداية حقيقية لكسر القيد الاجتماعي المفروض على الصوت النسائي السعودي.