المخرج المغربي محمود فريطس

كشف المخرج المغربي محمود فريطس المقيم حاليًا في الجزائر، عن فيلمه السينمائي المصوّر في محافظة قسنطينة الجزائرية، والذي يحمل عنوان "سيرتا عش النسر"، موضحًا أنه أول فيلم رعب في الجزائر يحمل في ثناياه قصة حب ورسالة من الجزائر إلى أوروبا مفادها "لا إكراه في الدين".

وأوضح فريطس، أنَّه أراد من خلال فيلمه عن قسنطينة أن يبرز أهمية الآثار الموجودة في الجزائر للدول العربية، متسائلًا "لماذا تمنع هذه الدول تصوير آثارها من دون أن تذكر سبب ذلك، وتصبح هذه الأماكن مهجورة؟"، وبالتالي يقول فريطس في "اعتقاد الناس تصبح مسكونة بالجن وليست أثرًا تاريخيًا قديمًا".

وأضاف "انبثقت فكرة فيلم "سيرتا عش النسر" الذي يشارك في بطولته ثلة من الفنانين الجزائريين يفوق عددهم 30 منهم الممثلة الشابة صونيا الجزائرية، ومراد خان وابنة زاكي خان، مع الممثل نور الدين بسكري صالح، وللمرة الأولى الشاب محمد الأمين الذي يؤدي دور البطولة حبيب البطلة سيرتا التي تؤدي دورها الممثلة المغربية الشابة سلمى حبيبي".

وأشار إلى أنَّ تصوير الفيلم استغرق 12 يومًا في قسنطينة وضم حوالي 100 مشهد كلها ديكورات طبيعية، مؤكدًا أنَّ من بين لقطات الفيلم توجد لقطة اعتبرها لا تحدث كثيرًا في عالم السينما تمثلت في مجيء البطلة سيرتا إلى الجزائر، وهي من أب جزائري وأم فرنسية، وفي يوم تزور أمها في مقبرة مسيحية تقرأ على روحها الفاتحة، ويهدف هذا المشهد إلى تقديم رسالة من الجزائر إلى أوروبا مفادها "لا إكراه في الدين".

وأبرز المخرج فريطس، أنَّه انبهر بجمال مدينة الجسور المعلقة بعد أن دعاه صديق له إلى زيارتها، مضيفًا أنه أتى ولم يكن لديه نية لعمل أي فيلم إلا أنَّ الديكور الطبيعي لقسنطينة أوحى إليه كتابة سيناريو هذا الفيلم.

وبيَّن أنَّ هذه المدينة أجمل المدن في الدول العربية بسبب ديكوراتها الطبيعية وجسورها التي لا مثيل لها في أي بلد، وعاتب في المناسبة المخرجين الجزائريين لعدم استغلالهم جمال مدينة الجسور المعلقة التي تتميز بديكوراتها الطبيعية في أعمال سينمائية.

وكشف فريطس عن سيناريو الفيلم، موضحًا "إنَّ مشاهد الفيلم تحمل قصة حب بين الشابة الفرنسية تاميلا، ذات الأصول الجزائرية، التي تتعرف على الشاب علي لامين، من خلال "فيسبوك" وهو شاب من مدينة قسنطينة، وتقرر تاميلا، المجيء إلى قسنطينة لدراسة الآثار مع أنها حاصلة على شهادة في الصحافة والإعلام، وتتابع دراستها مع لامين في الشعبة نفسها وتقع في غرامه حيث يبادلها الشعور ذاته".

وتابع "تعتبر تاميلا، الآثار ملكًا للجميع وإرثًا للبشرية جمعاء وليس من حق أي كان فردًا أو جماعة منع الناس من الزيارة أو أخذ صورة تذكارية لهذه الأماكن التي همشت ولم تنل حظها من النظافة والاعتناء حتى أصبحت عرضة للسطو من طرف المجرمين والمتشردين والأرواح الشريرة".

واستطرد فريطس "تجمع تاميلا بين علوم الآثار وعلوم الإعلام الشيء الذي جعلها تقرر إنجاز تقرير عن الآثار الموجودة في العالم بداية من مدينة قسنطينة مدينة الثقافات العربية، وأثناء ذلك تتعرض للأذى من طرف كل من سمير الذي يمثل الإنسان الشرير والذي يرى سعادته في شقاء الآخرين ومن النسر الذي يمثل الجن الشرير الذي يسكن الأماكن المهجورة وأمله أن يسكن القلوب المرهفة التي لا تعرف الحقد كقلب تاميلا".

يُشار إلى أنَّ المخرج محمود فريطس من مواليد 10 آذار/ مارس 1961 في مدينة سلا المغربية، ودرس الموسيقى والتكنولوجيا ثم السينما وفن السيناريو، وأصدر أول فيلم له عام 2007 حمل عنوان "نانسي والوحش"، كما لحَّن للكثير من الفنانين المختلفين كـ مريم بلمير، والشنا الصباح، إبراهيم بركات، نزهة الشعباوي.

 كما ترأس أيضًا جمعية "مسـرح الغد" في المغرب، وقد أصدر ثاني فيلم عام 2009 بعنوان "Ex-Chamkar"، هذا العمل كان قد أحدث ضجة في بلاده، وآخر أعماله الفيلم الاجتماعي "القانون لا يحمي العذراء" وأربعة أفلام قصيرة و سيت كوم "منى وزكي".