أجابت دراسة حديثة عما إذا كان الوقت قد حان لأن نقول وداعًا لصالات الألعاب وما فيها من أدوات ومعدات رياضية بأن 20 دقيقة من "يوغا الهاثا" توازي جلسات كثيرة من ممارسة تمرينات "الأيروبكس" وما لها من فائدة تعود على الذهن بالصفاء وجودة وسرعة التفكير والذاكرة. وصرح أستاذ علم الحركة في جامعة واين ستيايت في ديترويت في الولايات المتحدة نيها غوثيه أن ممارسة اليوغا الهندية "الهاثا" لا تقتصر قط على بعض الحركات والأوضاع التي يتخذها الجسم، بل تتضمن أيضًا تنظيم التنفس والتأمل مما يساعد على استعادة صفاء الذهن وحدة التفكير والذاكرة، وغير ذلك من الفوائد الصحية التي تعود على القدرات العقلية بعد ممارسة يوغا الهاثا.
وأجرت الدراسة تجربة عملية تضمنت تقسيم مجموعة تجريبية إلى مجموعتين فرعيتين قام أعضاء واحدة منهما بممارسة التمرينات الرياضية، بينما مارست المجموعة الأخرى التأمل وتنظيم التنفس واتخاذ أوضاع جسدية معينة.
وكشفت التجربة عن أن المجموعة التي مارست التمرينات الرياضية كانت أقل تركيزًا عقليًا من المجموعة التي مارست اليوغا بينما كان أعضاء المجموعة التي مارست اليوغا تتسم بحدة التفكير والذاكرة، معالجة المعلومات بسرعة فائقة، التفكير بدقة بالغة، تركيز جميع القدرات العقلية لصالح إنجاز مهمة محددة، بالإضافة إلى سرعة استيعاب المعلومات التي تُطرح أمامهم مقارنةً بمن مارسوا التمرينات الرياضية.
وأكدت الدراسة أيضًا أن تنظيم التنفس وممارسات التأمل تساعد على استعادة صفاء الذهن، واكتساب قدر أكبر من التركيز، وتفادي شرود الذهن ووقوعه فريسة لتداعي الأفكار، وهو ما يتجاوز إلى حدٍ بعيدٍ مجرد ممارسة اليوغا، حيث ينعكس إيجابيًا على المهام العقلية التي يقوم بها الفرد على مدار اليوم، في شكل تحسن وزيادة سرعة وجودة أداء هذه المهام.
وشددت الدراسة على أن ممارسة التأمل - وهو أحد الأنشطة المتضمنة في يوغا الهاثا- من الممكن أن يعمل بمرور الوقت على تحسين قدرات الوعي الشخصي.