طقوس التنظّيف تجعلنا أكثر تفاؤلاً بعد الفشل

 برلين ـ جورج كرم يبدو أنّه بالفعل يمكننا أنّ نغسل آلامنا، كما تقول كلمات الأغاني. فقد وجدت دراسة حديثة أنّ طقوس التنظيف تجعلنا أكثر تفاؤلاً بعد الفشل. وقاد الدكتور كاي كاسبار، من جامعة كولونيا، بدراسة يوضح فيها كيفية تأثير التطهير الجسدي بعد حدثًا سيئاً، ووجد أنّ الأشخاص الذين يغسلون أيديهم بعد فشلهم في مهمة ما، يكونوا أكثر ثقة في انجاز هذه المهمة مرة أخرى. وقسّم الدكتور كاسبار 98 شخصًا إلى 3 مجموعات، في الجزء الأول من التجربة أتيح للمشاركين في مجموعتين الفرصة للقيام بمهمة مستحيلة. وعندما فشلت كل من المجموعتين سُمح لمجموعة واحدة منهم بغسل أياديهم. وكانت كلتا المجموعتين متفائلتين أنّهم سينجزونها على نحو أفضل في المرة المقبلة، ولكن المجموعة ذات "الأيدي النظيفة" كانت الأكثر تفاؤلاً.
ولكن كان هناك تطور. ففي حين أنّ المجموعة التي غسلت أيديها كانت تشعر بتحسن، إلا أنها أيضًا كانت أقل احتمالاً لإكمال المهمة بنجاح في المرة المقبلة.
ويوضح  الدكتور كاسبار ذلك أنّه "بينما التطهر الجسدي بعد الفشل يساعد في القضاء على المشاعر السلبية، فإنه يقلل الحافز لبذل جهد أكبر في حالة ظهور اختبار جديد". وفي الوقت ذاته، فإنّ هؤلاء الذين لم يغسلوا أيديهم كان أداءهم أفضل في الاختبار التالي.
ونشرت نتائج الدراسة في مجلة "علم النفس الاجتماعي وعلم الشخصية"
وأفادت أبحاث سابقة أجريت في جامعة ميتشيغان أنّ غسل اليدين هي عملية تطهير جسدية وعاطفية أيضاً، وأفاد فريق من علماء النفس أنّ مجرد غسل اليدين يجعل الناس يشعرون بمزيد من الراحة بشأن القرارات التي اتخذوها.
ووجد الباحثون أنّ الأشخاص الذين غسلوا أياديهم فورًا بعد اتخاذ قرار صعب كانوا أكثر سعادة باختيارهم مقارنة مع أولئك الذين لم يفعلوا ذلك. ويرى الباحثون أنّ غسل اليدين يبدو أنّه يساعد على رسم خط داخل عقولهم تحت القرار الذي اتخذوه.