أعراض الشيخوخة

كشفت دراسة حديثة أنّ الحمية الغذائية التي تتتبع نظام تناول أطعمة قليلة السعرات الحرارية، تسهم في الإبطاء من الشيخوخة، بفضل التأثير على سلوك ووظائف مئات الجينات.

وتوصل الباحثون القائمون على الدراسة إلى أنَّ "الحمية التي تستهدف التقليل من السعرات الحرارية من شأنها أن تمنع ارتفاع وانخفاض نشاط حوالي 900 جين مختلف، ترتبط وظائفها بالشيخوخة وتكوين الذاكرة في المخ".

ورجحت دراسة معمليّة أنه "للمرة الأولى يساعد التقليل من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، لاسيما الكربوهيدرات، على وقف وظائف مجموعة كبيرة من الجينات، أكثر مما اعتقد في السابق".

ويعرف هذا النوع من الحمية الغذائية بمساهمته على مر القرون في الإطالة من العمر على مستوى الحيوانات، ولكن أصبح من الصعب إثبات ذلك فعليًا، حيث أنّ الآلية المتبعة دفعت إلى تضليل العلماء.

وأكّد أخصائي علم الأعصاب في جامعة نيويورك، مركز "لانغون" الطبي، والطبيب الأساسي القائم على الدراسة، الدكتور ستيفن غينسبرغ أنّ "الدراسة التي قمنا بإجرائها توضح للجميع أنّ التقليل من معدلات السعرات الحرارية يساعد على إبطاء مستويات التمثيل الجيني للأنماط الظاهرية للشيخوخة، وتحديد كيفية تأثير بعض الجينات في سلوك الفئران، والبشر، والثدييات، كلما تقدموا في السن".

وحذر من أنَّ "هذا لا يعني على الإطلاق أنّ تقييد السعرات الحرارية هو العامل الفاعل للشباب والحيوية، على الرغم من أنه يضيف إلى أدلة دور النظام الغذائي في تأخير آثار الشيخوخة والأمراض المرتبطة بالتقدم في السن".

وأضاف غينسبرغ "تتمثل فوائد هذه الوجبات الغذائية في التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، لما لها تأثير وراثي واسع النطاق على مناطق الذاكرة والتعلم في المخ، لاسيما لدى المسنين".

وأشار إلى أنَّ "الدراسات السابقة قيّمت تأثير هذه الأنظمة الغذائية على حوالي واحد أو اثنين من الجينات، غير أن الدراسة الجديدة اشتملت على تقييم وظائف حوالي 10.000 جين"، موضحًا أنَّ "البحث يمهد الطريق أمام الدراسات الحديثة في شأن التقليل من الوجبات ذات السعرات العالية، والجينات المرتبطة بالإبطاء من الشيخوخة".

وقدّمت الدراسة على هامش الاجتماع السنوي لجمعية علم الأعصاب في واشنطن العاصمة.