الدهون تمتلك مذاقًا مختلفًا

ابتعد العلماء قليلًا عن المذاقين الحلو أو المالح، ليكتشفوا مذاقًا جديدًا خاصًا بالدهون، وذكروا أن ذلك قد يكون مفتاحًا لمعالجة السمنة، فالدهون بحسب ما قولهم لها مذاق مميز وغير مستحب أطلقوا عليه اسم "oleogustus"، ومن ثم فإن اكتشافهم يعني أن مذاق الدهون انضم الآن إلى المذاقات الحلو والمالح والمر واللاذع.

ويأمل العلماء في أن يساعد الاكتشاف على معالجة أزمة البدانة المتزايدة على الصعيد العالمي بحسب تقارير صحيفة "الإندبندنت"، ففي بريطانيا هناك أكثر من 25 بالمائة من السكان يعانون من سمنة مفرطة، في حين يتمتع السكان في كل من فرنسا وإيطاليا والسويد بصحة أفضل مع معدل للسمنة يقل عن 10 بالمائة.

وتشر الأرقام إلى أن نسبة السكان في الولايات المتحدة ممن يعانون من السمنة المفرطة تبلغ 33 بالمائة، في الوقت الذي يتمتع 27 بالمائة من الأستراليين بوزن زائد، ويعتبر الشخص بدينًا إذا كان مؤشر كتلة الجسم "BMI" يفوق 30، في حين أن هؤلاء ممن لديهم مؤشر كتلة الجسم أكثر من 40 فهم يعانون من سمنة مفرطة.

ويعتقد الباحثون من جامعة "بوردو" في ولاية انديانا، أن تحديد الدهون عن طريق التذوق يجب أن يساعد في حد ذاته على خلق بدائل للدهون - ومعالجة العبء المتزايد للسمنة والسكري وأمراض القلب، وتوفر التجارب التي أجراها فريق البحث بحسب ما بيّن أستاذ العلوم الغذائية ومدير أبحاث السلوك الهضمي في جامعة "بوردو" البروفيسور ريتشارد ماتيس، العنصر المفقود في الأدلة على أن الدهون لها مذاق، وهو ما فشل فيه العلماء في السابق.

وخضع للتجارب أشخاصًا متطوعين ارتدوا أقنعة للأنف، وطلب منهم محاولة تذوق مجموعة متنوعة من العينات، ووصفوا الدهون بأن مذاقها مختلف بالمقارنة بالعينات الأخرى بحيث أنه غير مستحب، ونشر البحث في مجلة الحواس الكيميائية بعد دراسة العام الماضي التي وجدت أن التذوق هو أحد الأسباب الرئيسية لجعل البعض منا يفرط في تناول الطعام، بحيث توصل الباحثون في الولايات المتحدة إلى أن هؤلاء ممن لا يتذوقون الدهون في الطعام أكثر عرضة للإصابة بالبدانة.

ووجد الباحثون من جامعة "ديكن" أن الأشخاص ممن لا يستطيعون تذوق الدهون في الطعام لديهم نهم في تناول الطعام خلال وجبة الغداء بعد حصولهم على وجبة إفطار دسمة أكثر من هؤلاء ممن يستطيعون تمييز مذاق الدهون.