الصحة النفسية والسلوكية للطفل في أبو ظبي

كشف رئيس الجمعية العالمية للتأهيل النفسي الدكتور أفضل جافيد  على هامش المؤتمر الدولي للصحة النفسية والسلوكية للطفل الذي بدأ فعالياته أمس في أبو ظبي، أن 20 ـ 25 % من سكان العالم سيعانون من أحد الأمراض النفسية خلال حياتهم، وأرجع ذلك إلى العديد من العوامل والظروف التي طرأت خلال العصر الحديث من الضغوط النفسية وظروف العمل الصعبة والمعقدة ووسائل الاتصال الحديثة إلى جانب الحروب والنزاعات السياسية على مستوى العالم، لافتا إلى أن أحدث الدراسات البريطانية أكدت فعليا أن واحدا من كل أربعة أشخاص يعاني بشكل أو بآخر من أحد الأمراض النفسية.

ويسلط المؤتمر الذي افتتحه وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الضوء على عدد من القضايا التي تتعلق بالأمراض النفسية التي تصيب الأطفال والمراهقين مثل القلق والاكتئاب واضطراب النوم واضطرابات الأكل وآخر المستجدات حول تشخيص وعلاج قصور الانتباه وفرط الحركة.

وأكد الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته أن الصحة النفسية هي حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة والتكيّف مع حالات التوتر العادية والعمل بشكل منتج ومفيد والإسهام في مجتمعه المحلي، مؤكداً أن دولة الإمارات تولي أهمية قصوى للصحة النفسية للأطفال والنشء باعتبارهم الأمل والمستقبل الواعد.

ولفت " إن فهم عقل الإنسان بات أحد التحديات الكبرى في عالمنا اليوم وأن مناقشة التحديات والفرص في مجالات الصحة النفسية مثل الاضطرابات النفسية والتوحد والأمراض العقلية احتل أهمية قصوى في عالم اليوم.
وأشار إلى أن الطفل حينما يتمتع بالصحة النفسية يبدأ من الأسرة وبالطبع الأطفال الذين يتمتعون بالصحة العقلية والذهنية والبدنية وحينما يحدث لأطفال مشكلات نفسية نجد أصدقاء الأسر لا يريدون التعامل مع هذه التحديات، مشيراً إلى أنه لابد من تشجيع الوالدين على تربية الأبناء بصحة جيدة وهذا دور الجميع من الهيئات والمنظمات في المجتمع والمؤسسات وهذا ما نحن بصدده اليوم بحضور هذا المؤتمر.
وعبر الدكتور جافيد عن سعادته لما شاهده من تقدم كبير في مجال الرعاية الصحية النفسية في دولة الإمارات، وقال إن الحضور الكثيف للمؤتمر يعكس تزايد الاهتمام بالأمراض النفسية في دولة الإمارات كما يؤكد حرص حكومة الدولة على دعم وتعزيز خدمات الرعاية الصحية النفسية للصغار والكبار، داعيا إلى أهمية وضع وتنفيذ سياسات وخطط وتشريعات شاملة في مجال الصحة النفسية، وضمان إتاحة الرعاية الكافية للصحة النفسية على المستوى المجتمعي بما في ذلك تطوير الموارد البشرية للصحة النفسية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الدولي للصحة النفسية والسلوكية للطفل والذي تنظمه مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبو ظبي التابعة لشركة أبو ظبي للخدمات الصحية (صحة) فعالياته أمس.

وبدأ المؤتمر الدولي للصحة النفسية والسلوكية للطفل دورته الثالثة أمس الجمعة بحضور كثيف تجاوز 550 مشاركاً من أكثر من 50 دولة إلى جانب ممثلين ومحاضرين من المنظمات الدولية والإقليمية والجامعات الأميركية والأوروبية في مجال الصحة النفسية وذلك في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية حيث يختتم، أعماله اليوم (السبت).
وأوضح استشاري الطب النفسي رئيس المؤتمرالدكتور أحمد الألمعي  الذي تقدم بالشكر والتقدير لقيادة الدولة الرشيدة وعلى رأسها رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على مواصلة الدعم والتحفيز لتطوير وتحسين خدمات الطب النفسي، وقال لدينا في مدينة خليفة الطبية قسم للطب النفسي للأطفال يعد من أفضل الأقسام في منطقة الشرق الأوسط، حيث يقدم أرقى مستويات خدمات الرعاية الصحية للمرضى الأطفال ويقدم لهم أفضل الأدوية والعلاجات الحديثة إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي.
من جانبه أشار استشاري الطب النفسي ورئيس وحدة علاج الإدمان في مدينة الشيخ خليفة الطبية محمد الجارحي  إلى أن المؤتمر يقدم رسالة توعوية تثقيفية للأسر والمجتمع حول الاهتمام أكثر بموضوع الصحة النفسية للأطفال والشباب، مؤكداً على دور الأسرة والأهل في التنشئة السليمة للطفل .
وقد ناقش المؤتمر خلال جلساته أمس الجمعة عددا من القضايا المتعلقة بالصحة النفسية، حيث الدكتور أحمد يوسف استشاري الطب النفسي في المركز الوطني للتأهيل عن سوء استخدام العقاقير الطبية في فترة المراهقة وكيفية التشخيص والتدخلات العلاجية .