الطائرات البريطانية

حذَّرت تقارير إعلامية بريطانية من الهواء الملوث داخل الطائرات، بعد أن كشفت سجلات هيئة الطيران المدني، عن أن 167 رحلة شهدت انتشار الأدخنة السامة في المقصورة، وطالب الطيارون خلال بعضها بالهبوط الاضطراري، وتم اللجوء إلى الطوارى في وقائع أخرى، خلال أربعة أشهر فقط.

وبيّنت مصادر أنَّ هناك حادثة وقعت في شباط/ فبراير تعد الأسوأ بين رحلات الطيران، إذ تصاعدت الأبخرة في المقصورة، مما تسبب في إصابة 11 شخصًا من طاقم الطائرة بالغثيان ودوار البحر.

وأوضحت أن انتشار الأبخرة الضارة في المقصورة لا يعزي إلى عيوب في رفوف أفران الطائرات، أو أجهزة القهوة أو المراحيض، الأمر الذ دفع الشخصيات العامة إلى إعادة إثارة الجدل بشأن تعرض الركاب وطاقم الطائرة إلى الهواء غير الآمن.

وفي شباط/فبراير، دعا الطبيب الشرعي شريف باين، شركات الطيران إلى اتخاذ إجراءات السلامة لمنع وفاة الركاب من الأبخرة السامة داخل مقصورات الطائرة، مضيفاً أن ضغط الهواء الملوث بوقود الطائرات، يشكل خطراً كبيراً على أرواح الركاب على متن الطائرات.

وجاءت تحذيرات باين في أعقاب التحقيقات الأولية في وفاة الطيار التابع  للخطوط الجوية البريطانية، ريتشارد ويست جيت في عام 2012.

وعانى الطيار البالغ من العمر 43 عاما، لسنوات من الصداع المزمن والغثيان والتعب المزمن، وكان يشتبه أن السبب يعود إلى تعرضه للأبخرة السامة في قمرات القيادة.

وتعتبر تصريحات الطبيب الشرعي أول اعتراف رسمي بوجود متلازمة الهواء السام داخل المقصورة، وصلتها بالإصابة بفقدان الذاكرة والارتعاش، والخمول والصداع وطنين الأذن، والارتباك وصعوبة في التنفس وحتى الموت.

ويعتقد العديد من الطيارين السابقين، أنهم عانوا من الأمراض على المدى الطويل بسبب تعرضهم لأوقات طويلة الى الأدخنة السامة داخل المقصورة، وأثار اتحاد الطيارين البريطاني الكثير من المخاوف في هذا الصدد.

ونفت شركات الطيران المدنية البريطانية، منذ عام 1999، و جود أي صلة بين الأدخنة السامة والمشاكل الطبية التي قد يتعرض لها الركاب وطاقم الطائرة، ولكن حذر الخبراء من التعرض لفترات طويلة إلى الهواء السام، الذي يمكن أن يسفر عن مشاكل صحية خطيرة.

وتبدأ المشاكل عند تسرب وقود المحركات الساخنة إلى داخل مقصورة الطائرات، التي عادة ما تكون مغلقة ولا يستطيع الركاب استنشاق الهواء الخارجي، ولكن اعترفت شركات الطيران أنه في بعض الأحيان قد يتسرب وقود الطائرات الذي يلوث الهواء مع مركبات كيميائية تسمى "الفوسفات العضوية".
ويؤكد الخبراء أن تسرب هذه المواد بكميات صغيرة، لا تتسبب في أية أضرار، ولكنهت تخلق بعض المشاكل الصحية للمسافرين بشكل دائم مثل طاقم الطائرة.