مدينة أغادير المغربية

انتعشت الحركة السياحية في مدينة أغادير المغربية خلال موسم الصيف الحالي، بشكل مفاجئ، بعد سنوات من الركود نتيجة الأزمة التي أدت إلى إغلاق عدد من المؤسسات الفندقية وإعلان إفلاسها وقد وصلت نسبة الإشغال في بعض المؤسسات الفندقية 120 %، مما جعلها تستنجد بمؤسسات فندقية قريبة منها من أجل تغطية توفير ليالي سياحية لروّادها،  وهو رقم لم تشهده هذه المؤسسات منذ أمد ليس بالقريب، بعدما كانت نسبة الإشغال تتراوح في عز فصل الصيف بين 65 و 70 % في أحسن الأحوال.وقد أكدت مصادر مطلعة، لــ"مصر اليوم"، أن الارتفاع المسجل في الإقبال على الفنادق في مدينة أغادير يرجع إلى تلقي هذه المؤسسات السياحية طلبات الحجز قبل بداية شهر رمضان، ليستمر الحال كذلك، رغم تجاوز الطاقة الاستيعابية، حيث تم تأكيد جميع الحجوزات، بعد أن اعتقد أصحاب الفنادق أن الأسر المغربية ستلغي حجوزاتها لسبب من الأسباب، لكن العكس هو الذي وقع،  مما تسبب في حدوث مشاكل مع الروّاد.وأضافت المصادر نفسها، أن المؤسسات الفندقية لجأت، أمام هذا الوضع غير المتوقع، إلى الاستنجاد بوحدات فندقية قريبة منها أقل تصنيفًا، لتحويل الروّاد إليها، في حين لجأت أخرى إلى ابتكار عروض سياحية تقضي بتحويل زبنائها إلى وحدات فندقية بمدن أخرى، لا سيما في تارودانت والصويرة، بعد قضائهم مدة أسبوع في الفندق، لإفساح المجال لآخرين ينتظرون دورهم، وهي اقتراحات لاقت ترحيبًا لدى روّاد الفنادق الذين استحسنوا الفكرة، الشيء الذي ساهم في التخفيف من حدة المشاكل والصعوبات التي وجدها أصحاب الفنادق معهم، وإضافة إلى الحجوزات القبلية وتأكيدها على غير العادة، فقد ساهمت عوامل أخرى في تدفق السياح على مدينة أغادير، كان أهمها ارتفاع درجات الحرارة منذ اليوم الثاني لعيد الفطر، وهو ما دفع بالأسر المغربية والسياح إلى التوجه نحو المدن الساحلية التي تشهد انخفاضًا في درجات الحرارة، ويكون جوها لطيفًا مقارنة مع المدن الداخلية التي لا تتوافر على منافذ بحرية، وتشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة.
كما ساهم تقلّص العطلة السنوية بسبب شهر رمضان وضيق المدة الفاصلة ما بين نهاية الشهر الفضيل والدخول المدرسي في شهر أيلول/سبتمبر، في انتعاش الحركة السياحية في المدينة، حيث استقبلت أغادير أعدادًا كبيرة من السياح، سواء الأجانب أو من الأسر المغربية التي فضلت قضاء ما تبقى من العطلة في المنطقة الساحلية الشاطئية.
وعلم "مصر اليوم"، أن أسعار الشقق المفروشة في أغادير قفزت بنسبة فاقت 300 % عن السعر المتعارف عليه في السوق، وأن التباطؤ الملحوظ وعدم الانتهاء من أشغال بعض الوحدات الفندقية الجديدة، والتي كان يعول عليها لامتصاص أعداد السياح الوافدين، أدى بقاصدي المدينة إلى البحث عن فضاءات أخرى كالشقق المفروشة والمعدة لذلك ارتفعت أسعار استئجارها من 300 درهم في الليلة الواحدة إلى 1000 درهم بفعل كثرة الطلب.
وهكذا تودع مدينة أغادير فصل الصيف مع بداية الدخول المدرسي المقرر في الأسبوع الثاني من أيلول/سبتمبر الجاري، على ارتفاع ملحوظ في أعداد السياح، لا سيما المغاربة منهم، رغم أنهم لا يحظون بالامتيازات والخفوضات التي يضعها أصحاب الفنادق رهن إشارة السياح الأجانب، وهو ما يدفع بالعديد منهم إلى المطالبة بضرورة الاهتمام بالسياحة الداخلية، التي شكلت صيف هذه السنة في أغادير 90 %، وتخصيصها هي الأخرى بامتيازات مشجعة.