شاطئ مسيدة

تمتاز سواحل محافظة الطارف الجزائرية، المتاخمة لحدود الجمهورية التونسية، والتي تمتد على طول 90 كيلومترًا، بمجموعة من الشواطئ والخلجان الطبيعية، ذات الجمال الأخاذ، التي تدعو زوارها إلى اكتشافها وممارسة السباحة فيها، والاسترخاء بعيدًا عن صخب المدينة.

ويعدُّ شاطئ مسيدة وجهة عائلية بامتياز، حيث يشهد توافدًا كبيرًا من طرف المصطافين، لاسيّما أنَّ سحر المكان لا يمكن لأحد مقاومته، إذ يزخر برماله الذهبية الناعمة، ويتوفر على مختلف وسائل الراحة، أهمها موقف مركبات مهيأ، ومراحيض، ومطاعم، فضلاً عن الأمن، الذي يضمنه طوال ساعات اليوم مركز للدرك الوطني، وهو الأمر الذي يفسر التوافد الكبير للسياح.

وسرعان ما يفتن السائح، الذي يمرّ عبر الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين عاصمة الولاية عنابة ومدينة القالة، بمياه البحر شفافة اللون، والبحيرات المتلألئة، والغابة المليئة بالاخضرار، المتواجدة في المكان والتي تفرض على زوارها التوقف ولو لهنيهة من أجل التأمل وإمعان النظر.

وتعتبر صفوف الانتظار الطويلة للمركبات، التي تحمل ترقيم مختلف ولايات الوطن، مؤشرًا على الإقبال الكبير الذي يشهده هذا الشاطئ الممتد على أكثر من 3 كيلومترات، والذي يقسمه أحد الأودية إلى جزأين، حيث يتيح للمصطافين فرصة التمتع بمنظر طبيعي خلاب واستثنائي، يثبت بأن هذا "الركن الفردوسي" يستحق عناء التنقل إليه.

ويمكن للمصطافين الإقامة في بيت الشباب لبحيرة طونقة، والاستمتاع باكتشاف الثروتين النباتية والحيوانية المحليتين، والحظيرة الوطنية للقالة، وكذا المنطقة الرطبة المحمية، حيث تتيح وسائل الترفيه والتسلية في المكان نسيان رتابة الحياة اليومية لبضعة أيام.

وتوافد أكثر من 365 ألف مصطاف على شواطئ الطارف، في آب/ أغسطس الجاري، مقابل 70 ألف في تموز/ يوليو، الذي تزامن مع شهر رمضان، وعلى الرغم من أن الطارف الجزائرية تزخر بالعديد الشواطئ، من بينها القالة القديمة، ورأس روزة، إلا أن هذه الأخيرة لا تتوفر على عدد كاف من الفنادق وهياكل الاستقبال، إذ يوجد بها 22 فندقًا 4 منها مغلقة للخضوع لأشغال إعادة التأهيل، وبيتين للشباب في كل من طونقة والقالة، علاوة على 10 غابات ترفيهية، ترى النور بدءا من فصل الصيف المقبل، وهو ما ينبئ بمستقبل سياحي أفضل لهذه الولاية الساحلية.