أبوظبي - صوت الإمارات
حذرت ندوة "الإمارات في مواجهة التطرف" التي نظمتها الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف، من الانسياق وراء دعوات التنظيمات المتطرفة والفكرية، ودعوات الجهاد، والهجرة، ومشروع الخلافة في العراق والشام، ومحاولات استقطاب الشباب المسلم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
كما انتقدت القيام بالعمليات الانتحارية أو ما يسميها منظرو الإخوان المسلمين، بالعمليات الاستشهادية، كما أكد المشاركون في الندوة على أن كتب سيد قطب وبشهادة يوسف القرضاوي تنضح بالتكفير، وأنه أول من أطلق مفهوم الحاكمية، وعمد إلى تكفير المجتمع، كما حذرت الندوة من قتل الناس باسم الدين، وأن الجهاد بيد ولي الأمر فقط، وأنه لا صحة لأرض الخلافة التي تتحدث عنها داعش وإخواتها، وكل ما تستند إليه داعش والجماعات المتطرفة أدلة واهية ضعيفة، استندوا إليها في غياب العلم الأصيل.
وأعرب رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الدكتور محمد مطر الكعبي في بداية الندوة عن ترحيبه بالعلماء ضيوف رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لإحياء ايام وليالي رمضان على ارض الإمارات التي أسسها القائد الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان .
وأوضح أن الندوة التي تحمل عنوان "الإمارات في مواجهة التطرف" تهدف الى تعزيز مرجعية الاعتدال والوسطية وبخاصة في هذه المرحلة الحساسة التي يشهدها العالم حيث شاعت الفتن وكثرت الأهواء وتشعبت الآراء وانتشرت الفرق والأحزاب وتعالت اصوات الطائفية والتطرف وقامت جماعات متطرفة باختطاف الدين وزعمت انها تقيم دولة الإسلام ودعت المسلمين الى الخروج على الحكام واصدرت فتاوى التكفير والتفجير بحق الصغير والكبير من لا يبايعونهم ولا يؤدون انحرافهم وتطرفهم.
وأضاف أنه اصبح على المؤسسات والجهات المعنية بالدين أن تأخذ زمام المبادرة وتبذل جهودا كبيرة لاستعادة الخطاب الديني وفك أسره من ايدي المتطرفين وتطهير الإسلام بجوهره وحقيقته الناصعة وتعيد له صورته الحضارية.
وأوضح أن الهيئة تنفذ استراتيجيات الحكومة الرشيدة لتحقيق مجتمع آمن متلاحم محافظ على هويته متمسك بولائه للحكام وانتمائه للوطن من خلال برامج الوسطية والاعتدال الديني وتعزيز العلاقات الإنسانية مع غير المسلمين وتحقيق الأمن الفكري والاجتماعي وحماية مجتمع الإمارات من الأفكار الهدامة التي تتعارض مع القيم الإسلامية النبيلة مشيرا إلى أن ذلك برز في جميع مبادرات وفعاليات وبرامج الهيئة.
وأعرب عن تطلع الهيئة من هذه الندوة الى الخروج بأفكار علمية لمواجهة افكار المتطرفين الذين اختطفوا الدين لاستدراج الشباب الى مستنقع التطرف والإحرام باسم الدين الإسلامي الحنيف دين الرحمة.
وتوجه وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي في موريتانيا الشيخ أحمد ولد اهل داود بالشكر والامتنان الى دولة الإمارات حكومة وشعبا على دعوته بأن يكون ضمن ضيوف رئيس الدولة في شهر رمضان المبارك وإلى رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف على ما يبذله خدمة للإسلام والمسلمين انطلاقا من هذه الهيئة.
وأضاف أن الجهاد في اللغة هو التعب والمشقة وفي الاصطلاح ينقسم الى الجهاد بالقلب وهو من يجاهد بنفسه والجهاد باللسان وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد باليد والجهاد بالسيف وهو قتل المشركين لتكون كلمة الله هى العليا، مشيرا إلى أن كل من جاهد في هذه الأمور فإنه قد جاهد في سبيل الله.
وأضاف أن التشريع للجهاد مر بأربع مراحل وهى المنع والإلزام والوجوب ووجوب قتال المشركين كافة، وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مكث في مكة يدعو الناس الى الجهاد وأذن لهم بالهجرة وان المرحلة الثانية للجهاد بدأت مع بدء تشكل معالم الدولة الاسلامية حيث اذن الله للمسلمين بالقتال ولكنه لم يفرضه عليهم والمرحلة الثالثة أوجب فيها الله سبحانه وتعالى على المسلمين بقتال من يقاتلهم ولا يقاتلوا من لا يقاتلهم والمرحلة الرابعة فرضت فيها قتال المشركين كافة.
وأشار إلى أن نصوص الشرع تدل على أن المرحلة الأخيرة مقيدة بجملة من الضوابط حيث لجأ المتطرفون الذين لم يعلموا كتاب الله وسننه الى قتال الناس اينما كانوا لكن الآيات القرآنية التي استندوا اليها جاءت لقتال الكافر الذي يكون حربيا ولكن اذا كان بيننا صلح فلا قتال له، واذا كان كافرا وبيننا عهد فإنه لا يجوز قتاله، موضحًا أن رئيس الدولة او الحاكم وهو المخول وحده بإعطاء هذه العهود وكل من اعطاه رئيس الدولة عهدا لا يحق لأي احد ان يمسه بأذى ولابد أن يكون القتال لإعلاء كلمة الله، واذا خلا الجهاد من هذه الشروط يكون فسادا وقتلا في الأرض.