احتفالات مقاتلين تابعين لـ"جبهة النصرة"

نشر متطرف بريطاني تسجيلًا مصورًا لاحتفالات مقاتلين تابعين لـ"جبهة النصرة" وحركات موالية لها، بالاستيلاء على مدينة جسر الشغور في سورية بعد معارك عنيفة ضد القوات الحكومية.

ويظهر التسجيل الذي تصل مدته ثمانية دقائق قافلة من المتطرفين يحتفلون بالسيطرة على مدينة جسر الشغور السورية، قبل ساعات من تنفيذ الطائرات الحربية السورية أكثر من 12 غارة جوية على المدينة، ما أسفر عن مقتل نحو 20 مقاتلا متطرفا.

ويُعتقد بأنَّ المتطرف البريطاني الذي نشر التسجيل ويروي تفاصيل المعركة التي أسفرت عن السيطرة على المدينة السورية قد غادر بريطانيا للقتال في سورية، ويقول في التسجيل "هذه الأراضي التي حررها المسلمون" وأضاف أنه تم تحرير المنطقة من "القمع".

واستولت قوات المعارضة السورية مدعومة بـ"جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" المتطرف ومجموعات أخرى من المتشددين على المدينة التي تقع في شمال غرب محافظة إدلب، في الوقت الذي يواصل فيه الطيران الحربي استهداف المدينة بعدد كبير من الغارات لليوم الثالث على التوالي.

وأكد الرجل الذي لا يظهر وجهه في التسجيل ولكن لكنته البريطانية واضحة، أنَّ السكان المحليين يفرون من منازلهم بسبب القوات الحكومية السورية، مشيرًا إلى أن "جبهة النصرة" نجحت في تحريرهم.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، بأنَّ تنظيم "داعش" لم يشارك في تحالف قوى المعارضة الذي قادته "جبهة النصرة"، مشيرة إلى أنَّ القوات الحكومية ترد بقوة في محاولة لرفع معنويات جنودها بعد تراجع قواتها في حلب وإدلب، وسيطرة "داعش" الأخيرة على مخيم اليرموك.

وأوضح عبد الرحمن أنَّ الطيران الحربي شنَّ 20 غارة جوي على المدينة، أسفرت عن مقتل 27 متطرفًا، مضيفًا: "قُتل اثنان من المدنيين و 20 من المقاتلين في غارات جوية، فضلًا عن مقتل خمسة آخرين لم يتم بعد تحديد هوياتهم".

وأضاف: "تم القبض على عشرة أعضاء من القوات الحكومية والموالين لها على أيدي المقاتلين، كما تم العثور على 30 جنديًا، أول أمس الأحد، في مبنى بالقرب من المدخل الجنوبي للمدينة، وأطلق الجيش غارة فاشلة لإنقاذهم".

وذكر التلفزيون السوري الرسمي أنَّ الجيش نصب كمينا لبعض المتشددين بالقرب من جسر الشغور، مشيرًا إلى أن المتمردين قد ذبحوا المدنيين، غير أنَّ المرصد السوري نفى ذلك مؤكدًا أنَّه تم اعتقال مؤيدي الحكومة ولم يتم قتل أحد.

كما نقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري، أنَّ "الجماعات المتطرفة ارتكبت مجزرة بشعة بحق المدنيين بعد دخول جسر الشغور" وأضاف المصدر العسكري أنَّ 30 مدنيا على الأقل قُتلوا في المدينة القريبة من الحدود التركية.

يذكر أنَّ قوات المعارضة السورية سيطرت منذ الشهر الماضي على مدينة إدلب، وبعد تشكيل تحالف يضم "جبهة النصرة"، وحركة "أحرار الشام" و"جند الأقصى" تحت اسم "جيش الفتح"، بعيدًا عن "داعش" الذي يعتبر تنظيمًا منافسًا يسيطر على مساحات واسعة من سورية والعراق.