رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس

أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الأحد، أن بلاده "تعيش تحت وطأة تهديد إرهابي رئيسي"، إذ أن "العالم الذي نعيش فيه يعاني من هذا التهديد الثابت في المستوى الذي وصل إليه وفي استمراريته"، وبالتالي، فإنه لن يختفي بسحر ساحر، بل يتعين محاربته لفترة زمنية طويلة.

وأوضح فالس أن "هذه الحرب هي ضد الإرهاب والراديكالية"، وليست حربا "بين الغرب والإسلام"، مؤكدًا أن ميادين الحرب التي "ستكون طويلة" ولا يمكن توقع "نتائج فورية" لها، ليست محصورة في الأراضي الفرنسية، بل إن باريس تخوضها في مالي والعراق، في إشارة لمشاركة فرنسا في التحالف الدولي ضد "داعش".

وذهب فالس إلى أبعد من ذلك عندما اعتبر أن هذه الحرب هي في العمق "حرب حضارات"، بمعنى أن الإرهاب يستهدف "مجتمعنا وحضارتنا والقيم التي ندافع عنها"، وحتى لا يساء فهم كلامه، حرص رئيس الحكومة الفرنسية على القول إن هذه الحرب "موجودة أيضا داخل الإسلام" أي "بين الإسلام الذي يحمل القيم الإنسانية والعالمية" من جهة، و"الظلامية التي تريد فرض رؤيتها على المجتمع" من جهة أخرى.

وأشار إلى أن أول ضحايا الإرهاب هم المسلمون أنفسهم، حتى لا يتم الخلط بين الإسلام والتطرف وفي أي حال، يؤكد رئيس الحكومة الفرنسية أنه "لا يمكننا أن نخسر هذه الحرب"، وكان فالس أعرب عن يقينه أن هجمات إرهابية جديدة ستحصل في فرنسا، فيما المجهول هو تاريخ حصولها.

ووسّع دائرة التهديدات التي ضم إليها التيارات المتشددة التي هي "المقدمة" للراديكالية التي تقود إلى الإرهاب وفق قوله، وبحسب الأرقام التي كشف عنها، فإن متشددي فرنسا يتراوح عددهم بين 10 و15 ألف شخص، وفي سياق الأرقام أيضًا أشار إلى أن 5 آلاف أوروبي يحاربون حاليا إلى جانب المتشددين في سوريا والعراق وأن هذا الرقم مرشح، بحسب ما تقدره المخابرات الفرنسية، إلى أن يرتفع إلى 10 آلاف مقاتل في صفوف "داعش" مع نهاية العام الحالي.

وبيّن أن حوالي 475 فرنسي أو مقيم على الأراضي الفرنسية يقاتلون حاليا في سورية والعراق إلى جانب "داعش" و"النصرة"، بينما عاد ما يزيد على المائتين من ميادين القتال، حيث قتل نحو مائة فرنسي أو مقيم.

وأعرب فالس عن مخاوفه من أن تعمد جهات يمينية متطرفة ولكن أيضا يمينية "كلاسيكية" وصفها بـ"الكتلة الرجعية" إلى استغلال هذا الملف في عملها السياسي لأغراض انتخابية، في إشارة على ما يبدو إلى حزب الجبهة الوطنية الذي ترأسه مارين لو بن ولكن أيضا جناح في الحزب الجمهوري الذي يقوده الرئيس السابق نيكولا ساركوزي.

واتهم كل هؤلاء بالسعي لاستغلال موضوع الإسلام وامتداد موقعه في المجتمع الفرنسي، معتبرًا أن هذا الموضوع سيكون محور المنافسة السياسية في عام 2017 أي عام الانتخابات الرئاسية والتشريعية في فرنسا.

وتتخوف الحكومة الفرنسية من أن تكرار الأعمال الإرهابية مثل جريمتي "شارلي إيبدو" والمتجر اليهودي بداية هذا العام من شأنها توفير دفعة قوية للتيارات السياسية المتشددة التي جعلت من الهجوم على الإسلام واعتباره عاجزا عن التأقلم مع القيم الديمقراطية وقودا لدعايتها السياسية.

ولدرء المخاطر ولمنع الخلط بين الإرهاب والإسلام، دعت الهيئات الإسلامية في منطقة ليون إلى تجمع صامت عصر الأحد أمام مسجد فليفونتين، القائم قريبا من موقع الاعتداء من أجل التنديد بهذا "العمل الشيطاني"، الذي حصل في شهر رمضان.