الصحافي بهروز بوشاني

اعتقلت القوات شبه العسكرية في بابوا غينيا الجديدة، اللاجئ والصحافي بهروز بوشاني ثم أطلقت سراحه أثناء غارة على مركز الاحتجاز في جزيرة مانوس، وفي صباح الخميس، دخلت شرطة بابوا نيو غينيا والقوات شبه العسكرية، المركز لإجبار المئات الباقين من اللاجئين الذين تخيموا على مدار أكثر من 3 أسابيع في ظل ظروف متدهورة، على المغادرة وأفاد اللاجئون بأن نحو 40 رجلا أجبروا على ركوب الحافلات، ومن المفترض أنهم كانوا يتوجهون إلى أماكن العبور.

ووردت عدة تقارير عن حافلات تقل لاجئين يغادرون المركز، ووصل 3 منهم على الأقل إلى أحد أماكن الإقامة البديلة، وقد رفض الرجال مغادرة المرفق الذي أغلق رسميا في نهاية الشهر الماضي بسبب المخاوف الأمنية في بلدة لورينغاو، ولم يتضح بعد ظهر الخميس أين تم القبض على بوشاني أو ما إذا كان قد اتهم، ولا يمكن الوصول إلى مسؤولي شرطة جزيرة مانوس، وكان بوشاني أحد أبرز المجموعة، كان يكتب التقارير لمجلة الغارديان وعدد من الصحف الأخرى في جميع أنحاء العالم على الظروف داخل المركز، وبعد ظهر يوم الخميس أكد العديد من اللاجئين أن أعضاء الفرقة المتنقلة نقلوا بوشاني إلى المخيم.

وقالت منظمة العفو الدولية إنه ليس من الواضح لماذا تم القبض على بوشاني ولكن يبدو أنها "محاولة متعمدة لعزل نشطاء حقوق الإنسان من المجموعة الأوسع"، وكشفت الباحثة في منطقة المحيط الهادئ في منظمة العفو الدولية، كيت شيتزي، أنّ "القبض على بهروز بوشاني كزعيم للاحتجاج السلمي على جزيرة مانوس هو أمر مضلل للغاية"، وأضافت "إن ذلك ينتهك حقوقه ويرسل إشارة فظيعة بشأن نوايا بابوا غينيا الجديدة فيما يتعلق ب 400 رجل آخرين، ويجب الإفراج عنه فورا ودون قيد أو شرط من الاحتجاز لدى الشرطة"
وأعلن الاتحاد الاسترالي لوسائل الإعلام والترفيه والفنون انه إذا كان بوشانى قد استهدف بسبب تقاريره فان ذلك كان هجوما فظيعا على حرية الصحافة، ويرى الرئيس التنفيذي للرابطة بول ميرفي أنّ "تقاريره عن أرقى تقاليد الصحافة كانت حاسمة عندما بذلت الحكومة الاسترالية وبابوا غينيا الجديدة كل ما في وسعها لمنع وسائل الإعلام من الوصول إلى طالبي اللجوء في جزيرة مانوس، إننا ندعو الحكومتين الاسترالية وبابوا غينيا الجديدة إلى الإفراج عنه وضمان سلامته وعدم إعاقته عن مواصلة القيام بدوره كصحفي".

وانضم الاتحاد الدولي للصحافيين إلى نداءات الجمعية، وأضاف البيان أن "القبض على بهروز بوشاني إذا كان بسبب عمله كصحفي هو هجوم صارخ على حرية الصحافة ومحاولة لإسكات صوتها الهام"، وأضاف "يجب عدم إيقاف الصحافيين عن القيام بعملهم"، وكتب بوشاني في وقت متأخر من اليوم أنه أطلق سراحه بعد احتجازه لأكثر من ساعتين بالقرب من المخيم، وقال مصدر في جزيرة مانوس أن بوشاني لم توجه إليه أي تهمة، وأنه احتجز مكبل اليدين أثناء احتجازه وكسرت متعلقاته.

وحصل بوشاني هذا الشهر على جائزة الإعلام لمنظمة العفو الدولية أستراليا عن مجمل اعماله الصحفية المتمثلة في تقديم التقارير عن مانوس، وقال من قدموا له الجائزة أن "عمله تم في ظل ظروف صعبة للغاية، كان قوى وشجاع وغير عادي، إن دقته، وعاطفته، ومصداقيته كلها تضافرت لجعله شخص خاص جدا"، وكان بوشاني، وهو عراقي كردي من مدينة إيلام في غرب إيران، على الحدود مع العراق، صحفيا مستقلا في وطنه، وبدأ حياته المهنية في الكتابة إلى صحيفة ستديونت في جامعة طربت موداريز في طهران حيث درس الجغرافيا السياسية، كتب لعدة صحف في إيران، بما في ذلك مجلة ويريا باللغة الكردية.

وقضى بوشاني عدة سنوات تحت المراقبة بسبب ترويج ويريا للغة الكردية والثقافة والسياسة، إن عضويته في الحزب الديمقراطي الكردستاني المحظور في إيران، والاتحاد الوطني للطلاب الأكراد، جعلته أكثر جذبا للاهتمام، وفي عام 2011، ألقي القبض على بوشاني واستجوباه من قبل سيباه في إيران - وكالة الاستخبارات شبه العسكرية في البلاد، في عام 2013، تم مداهمة مكاتب ويريا وإلقاء القبض على زملائه، هرب بوشاني من البلاد.