استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر معلومات عن الزلزال

يعدّ الزلزال الأخير الذي وقع في نيوزلندا، خير مثال على الطريقة التي استخدمتها الكثير من الحكومات، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بالتعاون مع وزارة الدفاع المدني، وإدارة الطوارئ، التي توفر آخر المعلومات والتغريدات، لكن كل المنظمات، من جميع القطاعات العامة والتجارية، ذهبت لما هو أبعد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، للاتصال الأساسي، وبدلًا من ذلك، استغلالها في الحملات المتطورة، والدوائر الحكومية، والسلطات المحلية في جميع أنحاء العالم، والتي تبحث في كيفية استغلال وسائل التواصل الاجتماعي، لتكون أكثر إبداعًا، سواء للحكومات أو المواطنين.
وتعتبر كندا هي الدولة الرائدة، في هذا النوع من الخدمات في مدنها تورنتو، وكالغاري، وفانكوفر، والتي قطعت شوطًا كبيرًا منه، ووفقًا للمؤلف جيري روي، والذي كتب عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الحكومة المحلية الكندية، قائلًا "استحداث قدرات للتفاعل والمشاركة، وليس مجرد إعلام للجمهور"، ويدير قسم الصحة العامة في تورنتو، حملة الواقي الذكري السنوية، والتي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، لمخاطبة ومعالجة قضية الصحة العامة، وحصلوا على العديد من الجوائز، لجهودها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتستخدم فانكوفر وسائل التواصل الاجتماعي، لإطلاع المواطنين بشأن حالات الطوارئ، وذلك في أعقاب حريق كان شب في ميناء المدينة في شهر آذار/مارس من عام 2015، ووصل الخبر الذي أعلنته الحكومة عبر صفحته الرئيسية على "الفيسبوك" لقرابة الربع مليون مواطن، أي قرابة نصف سكان المدينة، كما أن تغريداتها عبر "تويتر" انتشرت في جميع أنحاء كندا.
وجعلت مدينة كالغاري، من وسائل التواصل الاجتماعي "تكتيكها الأول في الاتصال"، وهي تنشر عددًا قليلًا من المشاركات، لكنها تهدف إلى مزيد من التفاعل على كل مشاركة، والتي تقول بأنه كان أمرًا فعالًا، ونشرت المدينة مشاركة هذا الشهر، وهو عبارة عن خريطة تظهر القدر المحتمل لأشعة الشمس على أسطح المنازل في كالغاري، ونالت هذه المشاركة شعبية هذا العام مع عدد زوار وصل لنحو 35 ألف شخص.
وفي أستراليا، يستخدم مجلس بريسبان وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك لرفع مستوى الوعي عند الناس، لأنه شعر أن الناس لا يعرفون القدر الكافي من المعلومات، بشأن المواقع الثقافية، وبدأ المجلس حملة عبر "إنستغرام"، وتبعها نحو 57 ألف شخص، وفي استطلاع للرأي أجرته "بي دي" أو للاستشارات في عام 2015، وجدت أن هناك 74% من مجالس إنكلترا، تعتقد أن هناك محاربة معتدلة أو عالية للغاية داخل منظماتهم، من أجل الحفاظ على وجود وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بزيادة قدرها 7% عن العام السابق، وأن الطريقة التي تستخدمها إنكلترا لوسائل التواصل، تتغير أيضًا، فعلى سبيل المثال الواتساب الخاص بعضو مجلس شروبشاير والذي يتيح للمواطنين المراسلة عبر هذا التطبيق، لطرح أسئلتهم على أعضاء المجالس المحلية، ويقول كبير موظفي المعلومات في بلدة لندن كامدن أوميد شيراجي، بأن مجلسه يستخدم عددًا من المنصات الاجتماعية، للتواصل مع المواطنين، بشأن قضايا محددة، وذكر "نستخدمها بهدف استهداف حملات مثل رفع الوعي بشأن قضايا، مثل العنف المنزلي". وهذا يتيح للبلدة تسليط الضوء على التفاصيل وتوجيه الناس إلى الخدمات، واستخدمت وسائل التواصل لتسجيل الناخبين، من خلال استهداف الناس حسب المرحلة العمرية، والمكان، وتمكن المجلس من تعزيز التسجيلات الانتخابية إلى "مستويات قياسية".
وبشأن دروس كيفية استخدام وسائل التواصل، يمكن للسلطات المحلية النظر لأقسام الشرطة والحريق، وتستخدم شرطة فانكوفر، "تويتر" للحصول على معلومات عن المجرمين المطلوبين، أما كامبريدج للحرائق والإنقاذ، فقد استخدمت "فيسبوك"، لتشجيع المزيد من النساء، ليصبحن محاربات للحرائق. ويقول هايلي دوغلاس، والذي يشغل منصب رئيس وسائل الإعلام والاتصالات في كابريدج شاير للحرائق والإنقاذ، "لاقت الحملة نجاحًا كبيرًا، ولم تتكلف الكثير وتمكنا من استهداف المرحلة العمرية المطلوبة والجنس، وضمان أن المرشحين يقطنون على بعد 10 أميال فقط، من كامبريدج شاير، وكان من بين الـ 21 شخصًا المجندين بعد الحملة 5 نساء، وهو رقم أكبر من العام السابق.
وأوضح دوغلاس أنهم في كامبريدج شاير للحرائق والإنقاذ، أنهم ينظرون لكيفية المشاركات الاجتماعية، واستخدام هذه المعلومات لتحديد نوع محتوى المشاركة، وهذا أيضًا حول مدينة صغيرة مثل هولي سبرينغ، والتي يصل عدد سكانها لـ 30 ألف شخص في مقاطعة ويك، وكيف أنها تدعي أن أعداد المتابعين عبر "الفيسبوك" ارتفعت و"تويتر"، العام الماضي، وهي المدينة التي ترفع شعار "أفضل مكان لتربية الأطفال في ولاية شمال كارولينا"، وهي تستخدم صفحة "الفيسبوك الخاصة" بها للتحدث مع المواطنين، بشأن الأحداث المحلية أو تعطيلات حركة المرور، وتكون تجربة ونهج خاطئ نحو وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة، لكنه باعتبارها تطبيقات جديدة، فمن الواضح أن هناك العديد من المؤسسات الحكومية، يمكنها التعلم من الآخرين أو المؤسسات العامة، وهذا ما سيحقق عمل أفضل لهم وللمواطنين.