برنامج "أخطر المجرمين" المغربي

تخرج الشعوب إلى الشوارع احتجاجاً على الغلاء أو الفساد أو ندرة فرص الشغل، أو المطالبة بحقوق ما، بيد أن سكان عدد من المدن المغربية خرجوا أخيراً إلى الشارع احتجاجاً على برامج تلفزيونية تتخذ من الجريمة والمجرمين موضوعاً لها، وتقدم وصفات لليافعين والمنحرفين الشباب للقيام بأعمال إجرامية، إذ يعمد المشرفو على تلك البرامج إلى إعادة تشخيص جريمة ما، وإبراز حيرة المحققين والأخطاء التي يُمكن أن يقع فيها  هؤلاء المتهمين، مع إجراء لقاءات مع ضحايا أو أقارب أولئك المجرمين  والإستعانة بممثلين محترفين لتمثيل وقائع الجريمة المعنية. عدد من المتهمين والخارجون عن القانون، سارعوا إلى تقليد مجرمين ظهروا في البرامج المذكورة، وأعادوا تشخيص بعض الجرائم بالسيناريوهات المفصلة التي ظهرت على الشاشة، مستغلين عدم الوقوع في الأخطاء التي وقع فيها سابقوهم، واعترف العديد من هؤلاء للسلطات القضائية بكون برامج التلفزيون الخاصة بالجريمة كانت نموذجهم الأمثل. وخرج سكان مدن مغربية أخرى منها "آسفي" للمطالبة بتوقيف البرامج المذكورة التي تبث على شاشات القناتين المغربيتين "الأولى" و"دوزيم" و"ميدي 1 تي في" باعتبارها تشجع على الجريمة وتتحاشى الحديث عن العقوبات في مقابل الإعتماد على التصوير السينمائي لوقائع القتل والسرقة والإقتحام والهجوم، وتحظى هذه البرامج بمتابعة قياسية من الجمهور خاصة الأطفال واليافعين.  وذكر مسؤول في المكتب التنفيذي للجمعية المغربية لحقوق المشاهِد لـ"مصر اليوم":"إن معالجة القنوات التلفزيوينة المذكورة للقضايا الإجرامية قد جعلتهما تتحول إلى مدرسة للإجرام بتقديمهما الجناة كأبطال أذكياء ومتمنّعين عن السلطات الأمنيّة".   وندد المسؤول ذاته بما وصفه بـ"التصوير الذي يتم فيه التركيز على تقنيات إجراميّة دون التطرّق إلى مآل المجرمين لردع محاولي اقتراف الأفعال الجرميّة". واستجابت القنوات التلفزيونية لضغوط المتفرجين، إذ سارعت إلى التخفيف من مشاهد السرقة والقتل بمقابل منح باحثين وأساتذة مساحات واسعة لإبداء آرائهم في الجرائم المرتكبة.