إجبار سلمان رشدي علي قضاء عدة سنوات متوارياً عن الأنظار تحت حماية الشرطة عقب إصدار فتوي في عام 1989 تجيز قتله

كشفت وكالة أنباء "فارس" التابعة لدولة إيران، وجود 40 مؤسسة إعلامية تديرها الدولة، جددت عرضها بمنح مكافأة قدرها 600 ألف دولار، لمن يقتل المؤلف البريطاني الهندي سلمان رشدي. وتعتبر "فارس" التي تربطها صلة وثيقة مع الحرس الثوري الإسلامي (الحرس الثوري الإيراني)، من بين أكبر المساهمين، وذلك بعدما تبرعت بمبلغ بليون ريال – أي ما يقرب من 30 ألف دولار.

وأشارت الوكالة إلى أن الإعلان تزامن مع الذكري السنوية لإصدار الفتوى من المرشد الأعلى والزعيم الإيراني آية الله روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية ضد رشدي بتهمة الكفر وذلك عن روايته "آيات شيطانية" التي نشرها بتاريخ 15 من شباط / فبراير لعام 1989. كما دعا آية الله الخميني إلى قتل مؤلف الكتاب فضلا عن أي شخص شارك في نشره.

وتعرض المترجم الياباني لرواية "آيات شيطانية" هيتوشي إغاراشي إلى الطعن حتى الموت خارج مكتبه في جامعة تسوكوبا، بينما نجا المترجم الإيطالي إيتوري كابريولو من محاولة للطعن داخل منزله في ميلان، فيما أصيب ناشر الرواية النرويجي بثلاث طلقات في الظهر وترك ليموت خارج منزله في أوسلو.
 

ووضعت الحكومة البريطانية رشدي الذي قضى أعوام عديدة متواريًا عن الأنظار تحت حماية الشرطة. وفي الوقت الذي ذكر فيه الرئيس السابق محمد خاتمي بأن التهديدات ضد المؤلف انتهت في عام 1998، إلا أن انتهاء سريان الفتوى لم يتم رسميًا. وأكد خليفة آية الله الخميني وهو آية الله علي خامنئي في عام 2005 بأن الفتوي لا تزال قائمة.

يُشار إلى أن المكافأة الجديدة تُعد أكبر جهد منظم لاغتيال رشدي منذ إصدار فتوى، ولكنه من غير الواضح في الوقت الحالي عما إذا كان المؤلف علم بشأن المبلغ المالي الجديد المرصود من أجل قتله. وألغت الجمهورية الإسلامية العام الماضي حضورها في معرض فرانكفورت للكتاب في أعقاب الإعلان عن كون رشدي هو المتحدث، كما حثوا دولًا إسلامية أخرى على مقاطعة المعرض.