العديد من الأطفال لا يزالون بحاجة إلى المساعدة التعليمية لتطوير مهارة تعرف باسم " التنظيم الذاتي"

كشفت دراسة جديدة أن العديد من الأطفال لا يزالون بحاجة إلى المساعدة التعليمية لتطوير مهارة تعرف باسم " التنظيم الذاتي" والتي كثيرا ما توصف باعتبارها علامة للنجاح في المستقبل. ولتحديد ذلك استخدم الباحثون اختبارًا يعرف باسم "مهمة الرأس وأصابع القدم والركبتين والكتفين"، وفيه يُطلب من الأطفال فعل عكس ما يُقال لهم. وأفادت الدراسة أن ما يقرب من خمس الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و7 أعوام لم يتحسنوا في هذا المجال خلال مرحلة ما قبل المدرسة، ولا يزالون يتعلمون السيطرة على سلوكهم مع ذهابهم الى قسم الروضة. وأوضح باحثون من جامعة "ميتشيغان" الأميركية أن هذه الدراسة تعد واحدة من الدراسات الشاملة الحديثة على التنظيم الذاتي في الطفولة المبكرة بالتركيز على الاطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3-7 أعوام.

 

وحلل الباحثون بيانات من 3 دراسات منفصلة لقياس مهمة الرأس وأصابع القدمين والركبتين والكتفين والتي ضمت 1386 مشاركًا. وتشمل المهمة مفهوم التنظيم الذاتي للمساعدة على تحديد ما إذا كان الطفل لديه القدرة على فعل عكس ما يرغب في فعله بشكل طبيعي مع الاستمرار في التركيز. وعلى سبيل المثال عندما يُطلب من الأطفال لمس رأسهم يتوقع منهم أن يلمسوا أصابع أقدامهم. ويقول ريان بولز الأستاذ المشارك في قسم التنمية البشرية ودراسات الأسرة في جامعة ميتشغان: " إذا تمكنا من مساعدة الأطفال على تطوير هذه المهارة الأساسية للتنظيم الذاتي للسلوك فإنها تساعدهم على الاستفادة من التعليم بشكل أكبر، حيث يساعد التنظيم الذاتي على التنبؤ بالنجاح الأكاديمي".

وكشف التحليل عن نمط واضح بين الدراسات حيث وقع الأطفال ضمن واحد من 3 مسارات: مطورين مبكرين ومطورين وسطيين ومطورين لاحقين، وأوضح الباحثون أن الأطفال الذين وقعوا في فئة المطورين اللاحقين كانوا وراء المطورين الوسطيين بما يتراوح بين 6-12 شهرا، ووراء فئة المطورين المبكرين ب 18 شهرا على الأقل، وأشارت الدراسات الثلاث إلى أن خُمس مجموع المشاركين حصلوا على مكاسب قليلة في التنظيم الذاتي في مرحلة ما قبل المدرسة، وأضاف بولز " أندهشت باتساق النتائج، إن تكرار نفس النتائج عدة مرات في دراسة واحدة شئ ملفت للنظر".

وأفاد الباحثون أن هذه النتائج تدعم أعمالًا سابقة وجدت أن تطوير هذه الصفة مرتبط بعدة عوامل منها النوع حيث كان الأولاد أكثر عرضة لأن يكونوا مطورين مبكرين، بالإضافة إلى المهارات اللغوية ومستوى تعلم الأم. وتابع بولز: " من المعروف أن مهارة التنظيم الذاتي أمر بالغ الأهمية لمساعدة الأطفال للحصول على قفزة مبكرة في التعليم من تعلم الرياضيات وحتى القراءة والكتابة، وكافة المهارات التي يتعلمونها في المدرسة، ولذلك فإن الأطفال الذين يقعون في فئة المطورين اللاحقين يفقدون الكثير من الفرص الجيدة".