"فاطمة" تدرس الهندسة الكيميائية لتطوير جودة الحياة

تسعى المواطنة الشابة فاطمة إبراهيم بوخليف النعيمي (19 عامًا)، من خلال اختيارها "الهندسة الكيميائية" تخصّصًا أكاديميًا في مرحلتها الجامعية الأولى، إلى "تطوير جودة حياة الناس"، فكل ما يصل إليهم من منتجات يمر عن طريق المهندس الكيميائي، الذي يعمل جاهدًا على تحويل آمن واقتصادي للمواد الكيميائية الخام إلى منتجات نافعة صالحة للاستعمال.

وتجد النعيمي، الطالبة في جامعة ولاية أوريغون بمدينة كورفاليس، في الهندسة الكيميائية، "المستقبل لغدٍ أفضل"، فهي تُعنى بمجالات صناعية عديدة وواسعة، لا تقتصر على الصناعات الكيميائية والنفطية والبتروكيميائية، بل تتعداها لتشمل الغذائية منها. وفي الوقت نفسه توفر بيئة آمنة لهذه الصناعات تحمي البيئة وتحافظ عليها من التلوث، ما يعزز سياسات التنوع الاقتصادي نحو نمو مستدام بعيدًا عن قطاع النفط، وفقًا للنعيمي.

وترى فاطمة في غربتها، أسوةً بتخصّصها، "الفرص الغنية"، التي إن نجحت في اقتناصها وأحسنت استثمارها فستجني منها الكثير، "لذلك حرصتُ على تحمّل مسؤولية إدارة حياتي، وتدبير مهامي بنفسي، ومواجهة التحديات والتغلب على الصعوبات، والاندماج والتفاعل مع أقراني من الطلبة، على اختلاف جنسياتهم وخلفياتهم الثقافية، فاكتسبت صداقات متنوعة، تعلمت منها الكثير الذي جعلني أكثر تمسكًا بهويتي وقيمي التي أسعى إلى تمثيلها خير تمثيل". وقالت النعيمي: "أشارك أقراني من الطلبة الإماراتيين في فعاليات تنظم خارج وداخل الجامعة للاحتفاء بهويتنا، آخرها الاحتفال السنوي الذي يحتفي بالثقافات المختلفة، وفيه عكسنا من خلال جناح متخصص ملامح منوعة من التراث المحلي، لعل أبرزها الملابس التقليدية والمأكولات الشعبية".

وتصف النعيمي رحلتها في الخارج بـ"الناجحة بجميع المعايير".

وعلى الرغم من "الفرص الغنية" لـ"الغربة الناجحة"، تفتقد النعيمي "تفاصيل لم أجدها إلا في كنف العائلة ولمّة الأقارب ورفقة أصدقاء الطفولة، إلا أنني أقاوم وبشدة هذه التفاصيل، وكل ما يخطر على بالي وتشتاق له روحي في أرض الوطن، فالمشوار لايزال أمامي طويلًا، وأنا في عامي الأول"، نسبة إلى النعيمي.

تحرص النعيمي، الطالبة في السنة الجامعية الأولى، على المواظبة على المذاكرة ومراجعة الدروس، حتى تنجح في الظفر قريبًا ببعثة دراسية من الدولة، تكسب من خلالها رهانها لنفسها، بعد أن أصرت على السفر والدراسة في الخارج على حساب والدها، لتحقق حلمها في التخصص الأكاديمي بالخارج.

وبعيدًا عن الدراسة، وتحديدًا في أوقات الفراغ، تزاول النعيمي هواية الرسم التي تعشق وتملك فيها الموهبة، فتشرع في رسم كل ما يجول ببالها من صور ورسوم، تتخلص من خلالها من المشاعر السلبية إلى نقيضتها الإيجابية، المملوءة بالسعادة والفرح والسرور.

وتترقب فاطمة بفارغ الصبر وبشوقٍ كبير تحقيق النجاح، والحصول على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية، "لأكون عند حسن ظن وثقة والدي المسرحي السابق ومدير مسرح رأس الخيمة سابقًا، إبراهيم بوخليف النعيمي، المتقاعد من وزارة الثقافة وتنمية المعرفة منذ أكثر من عقد، ووالدتي، اللذين لم يبخلا في دعمي ومساندتي، وحتى أردّ جميل قيادتنا التي منحتنا نحن الشباب الكثير من الفرص، التي لا يجب التفريط فيها".