الباكستانية آسيا بيبي

أصيبت مسيحية باكستانية حكم عليها بالإعدام في باكستان بتهمة إهانة الإسلام، بنزيف في الأمعاء وأصبحت هزيلة للغاية لدرجة أنها لا تستطيع المشي.

وتزداد المخاوف أن الباكستانية آسيا بيبي، البالغة من العمر 50 عامًا قد لا تستطيع العيش لمواجهة عقوبة الإعدام التي صدرت بحقها منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2010 بعد إدانتها بتهمة إهانة النبي محمد، خلال مشاجرة مع نساء مسلمات من قريتها، رفضن الشرب من نفس الكأس التي شربت منه بحجة أنها مسيحية.

وذكر موقع "غلوبال ديسباتش" العالمي، أن عائلتها اكتشفت بعد زيارتها الأسبوع الماضي أن بيبي الأم لخمسة أولاد كانت تتقيأ دمًا، ووجدت صعوبة في الأكل وكانت تعاني من آلام ثابتة في الصدر، ويعتبر التكفير قضية حساسة للغاية في معظم أنحاء باكستان، التي بموجها يتم توجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة قد تثير الكثير من العنف والشغب الجماهيري.

وعلى الرغم من أن الفريق القانوني المدافع عنها تقدم بطلب استئناف العام الماضي، على أمل تخفيف العقوبة إلى عقوبة السجن، إلا أن المحكمة العليا في لاهور أكدت أواخر العام الماضي الحكم عليها بالإعدام، جاء ذلك على الرغم من توجيه بيبي مناشدة عاطفية لمؤيديها في خطاب مفتوح، قائلة "أنتم تمثلون أملي الوحيد للبقاء على قيد الحياة في هذه الزنزانة، لذا أرجوكم ألا تتخلوا عني، فأنا لم أكفر".

وتعود الاتهامات الموجهة إلى بيبي إلى حزيران/يونيو 2009، عندما كانت تعمل في الحقول مع مجموعة من النساء المسلمات، عندما اندلع خلاف بينهن، حيث شعرت بالعطش وذهبت لشرب الماء، ولكن زميلاتها المسلمات اعترضن على شربها من نفس الكأس قائلات بأنها غير مسلمة ولا يحق لها لمس وعاء الماء.

وذهبت تلك النساء بعد بضعة أيام إلى رجل دين محلي، الذي اتهم بيبي بالكفر وإهانة الإسلام، وزعم محامي بيبي، سيف ملوك، أنه تم التلاعب بالأدلة، مضيفا أنه كان هناك تأخير طويل بين وقت وقوع الحادث والتحقيق من قبل الشرطة، مدعيًا أن أعداء بيبي دبروا توجيه اتهامات بالكفر لا أساس لها من الصحة لاستهدافها.

وجاء ذلك بالإضافة إلى توجيه نداء شخصي من قبل زوج بيبي عشيق مسيح إلى الرئيس الباكستاني ممنون حسين، الذي طلب منه أن يتم العفو عنها والسماح لها بالسفر إلى فرنسا، وذكر "نحن مقتنعون أنه سيتم إنقاذ آسيا من الحكم بالإعدام، إذا حصلت على العفو من قبل الرئيس المبجل، فلا يجب أن يتم قتل أي أحد بسبب شرب كوب من الماء".

ورحبت عمدة باريس آن هيدالغو، باستقبال الزوجين، ونقل عشيق عن زوجته رسالة مفادها "أوجه جزيل الشكر لعمدة باريس، وإلى كل الأشخاص الطيبين من باريس ومن جميع أنحاء العالم".

وجاءت رسالة بيبي من السجن كالآتي " زنزانة السجن التي أقبع بها ليست بها نوافذ، وليلي أصبح يشبه نهاري، وأتمكن من مواصلة يومي فقط بسبب مساعدة الآخرين، وعندما أظهر لي زوجي صور أشخاص لا أعرفهم يشربون كوبًا من الماء من أجلي، فاض قلبي فرحا".

ويعيش عشيق البالغ من العمر 50 عامًا مختبئا مع اثنين من أبنائه الخمسة، ويحافظ على سرية هويته، بينما يحصل على لقمة عيشه كعامل يومي.