جامعة جورج ميسن

اختارت المواطنة الشابة أسماء سالم الشامسي (25 عامًا) موضوع "سياسات الطاقة المتجددة والبديلة في الدولة"، بحثًا لدراسة الماجستير، تخصص "السياسة العامة"، على اعتبار أنه أحد أبرز التحديات التي تواجهها الدولة في سبيل الحصول على مصادر طاقة نظيفة مستدامة لا تنضب، وتفادي التأثيرات السلبية لنظيرتها من المصادر التقليدية الخاصة بإنتاجها، الأمر الذي يتمثل بوضوح في الجهود الحثيثة، والتقدم الملحوظ الذي أحرزته الدولة، لمساعدة العالم في السير نحو مستقبل أفضل وأكثر استدامة، وفقًا للشامسي.

وجدت الشامسي، الطالبة في جامعة جورج ميسن في فرجينيا بالولايات المتحدة الأميركية، أن الدولة بإنجازاتها وجهودها في الطاقة النظيفة، والابتكار في التكنولوجيا النظيفة أيضًا، أنموذج يحتذى، وجب التعريف به وتسليط الضوء عليه، "لاسيما أنها أصبحت ـ كما ذكر، أخيرًا، وزير دولة والمبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغيّر المناخ، الدكتور سلطان الجابر ـ من أكبر الدول المطورة لمشروعات الطاقة المتجددة في المنطقة، إلى جانب ريادتها لجهود الابتكار في التكنولوجيا النظيفة، وتطوير القدرات عبر البحوث المتقدمة".

وضعت الشامسي، المبتعثة للدراسة من قبل "برنامج المعيدين" بجامعة الإمارات العربية المتحدة، نصب عينيها، تحقيق طموحها الأكاديمي بمواصلة الدراسات العليا في الخارج، الذي لن تكتفي فيه بدراسة الماجستير فحسب، بل ستتبعه بالدكتوراه التي تهدف إلى نيلها، وعليه حرصت على تجاوز كل الصعوبات والعراقيل التي تحول دون ذلك، "فعملت جاهدة على التأقلم مع الحياة الجديدة بكل مقوماتها، مهما بدت مختلفة ومتباينة، بالاحتكاك مع الآخرين والتجاوب معهم على اختلاف عقائدهم وخلفياتهم الثقافية، وعمدت إلى الاعتماد على نفسي، والثقة بقدراتي لإنجاز مهامي وتوفير احتياجاتي، وإيجاد الحلول للمشكلات التي قد تواجهني، الأمر الذي ترك بالغ الأثر على شخصيتي التي أشعر أنها نمت بشكل جديد".

وفي أوقات الفراغ كانت "الفرصة المثالية" للشامسي لتحدي النفس والتأقلم مع الغربة، فعملت على استثمارها في "الأعمال التطوعية التي زادت من الإحساس بذاتي وقدراتها، وعززت من عملية تأقلمي واندماجي في المجتمع الجديد، هذا إلى جانب ممارسة الرياضة التي تمنح الشعور بالسعادة، وتطرد التفكير السلبي، فضلًا عن القيام برحلات استكشافية برفقة صديقاتي الأميركيات لولايات أخرى، الأمر الذي ساعدني على التعرف أكثر إلى طبيعة الولايات وثقافة سكانها، للاندماج بشكل أكبر في غربتي في هذا البلد الكبير بولاياته المتعددة".

وواصلت الشامسي تحدي الغربة بـ"المشاركات الوطنية" التي تجسد فيها هويتها، وتعكس من خلالها مقوماتها، التي تقاوم بها شعور الغربة والوحدة بعيدًا عن أرض الوطن وكنف الأهل ورفقة الأصدقاء، "حرصت على المشاركة، في سنتي الأولى بالغربة أثناء دراستي اللغة الإنجليزية، في مهرجان الدول الذي تشارك فيه مجموعة واسعة من الدول بطلابها الذين يمثلون ثقافتها، ويجسدون تاريخها في صور وأشكال مختلفة.

وشاركت، العام الماضي، في ملتقى الطلاب الإماراتيين السادس الذي ينظم سنويًا بالعاصمة واشنطن، وفي نسخته الأخيرة التي أقيمت أخيرًا، كان لي شرف تقديمه على مدار يومين، بحضور نخبة من الشخصيات والمسؤولين وطلاب إماراتيين".

وتترقب الشامسي بفارغ الشوق حصولها على الماجستير بعد نحو عام، لمواصلة دراستها العليا لنيل الدكتوراه في التخصص ذاته، حتى تستطيع تحقيق حلمها الأكاديمي بأن تصبح أستاذة في الجامعة التي تنتمي إليها منذ أن كانت طالبة "علوم سياسية" في مرحلة البكالوريوس.