زراعة نبات القهوة

حذرت دراسة علمية حديثة، من أنَّ زراعة نبات القهوة الذي يوفر كميات كبيرة يوميًا من الكافيين والذي يعد بمثابة مصدر الحياة الرئيسي لملايين من صغار المزارعين مهددة بفعل التغيير المناخي من ارتفاع في درجات الحرارة و معدل هطول الأمطار.

وأكدت الدراسة أنَّ الأماكن التي سينمو فيها ذلك النبات باتت محدودة، مشيرة إلى أنَّ نبات آرابيكا يغطي سبعون في المائة من حصة القهوة في السوق العالمية؛ ولكنَّ زراعته تتأثر كثيرًا بارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي إلى نقص نمو تلك النبات وتجعلها أكثر عرضة للآفات ما سيؤدي إلى حدوث خسائر فادحة لبعض هذه الدول التي تعتمد على زراعة هذه النباتات حيث تقل المساحات المزروعة وترتفع الأسعار.

وأضافت الدراسة التي تبحث مدى تأثر الإنتاج بالتغييرات المناخية بحلول عام 2050، أنَّ من المتوقع أن تتلقى بلاد مثل البرازيل، وفيتنام، وإندونيسيا وكولومبيا والتي تشترك في إنتاج 65 في المائة من حصة السوق العالمية، خسائر فادحة إذا لم تتخذ خطوات جادة نحو تغيير الجينات الوراثية للمحاصيل، فضلًا عن النظر إلى الأماكن التي يتم فيها زراعة نبات البن.

وصرَّح الخبير في التغييرات المناخية الدكتور بيتر لاديراك، قائلًا: "بالنظر إلى البلاد التي ستتأثر كثيرًا وتلحق بها خسائر ستكون السلفادور، ونيكاراجوا والهندوراس والتي توجد فيها تلال وبراكين، على أنَّ هناك أماكن لن تتأثر كثيرًا بهذا التغيير المناخي مثل بلاد شرق أفريقيا وكذلك جنوب أميركا".

وأوضح لاديراك: "من دون طرح حلول وسياسات جديدة، فإنَّ البرازيل وحدها سينخفض إنتاجها بواقع 25 في المائة بحلول عام 2050، إذ أنَّها لا تملك من الجبال الكثير حتى تلجأ إليها، هناك أيضًا إندونيسيا التي ستخسر ما يقرب من 37 في المائة من مساحة الأراضي المزروعة بنبات البن.

وأبرز أنَّ الفشل في العثور على طرق أفضل من أجل زراعة نبات الأرابيكا سيتسبب في عواقب وخيمة لكل من البشر والبيئة، لاسيما أنَّ القهوة التي تأتي في المرتبة الثانية من حيث السلع الأكثر تداولًا بعد النفط ويزرعها 25 مليون مزارع في أكثر من 60 دولة استوائية ما يجعلها مصدرًا رئيسيًا للدخل في عدد من الدول النامية وتعتمد عليها كثيرًا مثل بروندي أو أوغندا أو نيكاراجوا.

وتابع: "إنَّ من أهم الحلول استحداث سلالات جديدة وهذا سيستغرق وقتًا طويلًا، حيث إن زراعة القهوة تختلف عن زراعة محاصيل أخرى مثل الفاصوليا، إذ أنَّ الأمر يتطلب من ثلاثة أعوام إلى خمسة حتى يمكن حصاد القهوة للمرة الأولى وهي فترة زمنية طويلة وهو ما يدعونا إلى ضرورة البدء سريعًا في استحداث آليات وإستراتيجيات جديدة، فالتحديات كبيرة وتتطلب تضافر جهود المزارعين والعلماء والحكومات والشركات".

وأعرب المدير التنفيذي لأبحاث القهوة حول العالم الدكتور تيم شيلينغ، عن مخاوفه من المنافسة التي ستنشأ فيما بين الدول حول محصول القهوة، مشدّدًا على أنَّ التكنولوجيا هي الأفضل حاليًا لكل من الموردين والمزارعين وحتى المستهلكين ممن يشربون القهوة، لافتًا إلى  أنّ فلأسعار سترتفع لا محالة من وجهة نظره ويبقى الأمل معقودًا على إنتاج القهوة في أجواء مناخية ملائمة.