رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري وسلطان النيادي

يُعد الحصول على لقب رائد فضاء ليس بالأمر السهل أبدًا، إذ إن هناك من التدريبات والاستعدادات التي تستمر لشهور طويلة، ما تجعلهم أشبه بجنود يواجهون أعتى الصعوبات والظروف، ومع تسارع الاستعدادات لإرسال رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية في الـ 25 من سبتمبر/ أيلول المقبل، يتواصل التجهيز لهذه المهمة التاريخية بشكل حثيث في كل اتجاه، وفي مقدمتها تلك التدريبات النوعية التي يحصل عليها رائدا الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي، والتي يكون جزء منها، خاص بكيفية المكوث في المحطة، فيما تدريبات أخرى تتعلق بكيفية النجاة في حال "الهبوط الاضطراري" في مناطق شديدة الصعوبة مثل البرد القارص أو المياه.

10 درجات تحت الصفر

وأول هذه التدريبات القاسية كانت كيفية تعلم البقاء على قيد الحياة في درجة حرارة متدنية تصل لـ 10 درجات تحت الصفر، وذلك في إحدى غابات شمال شرق العاصمة الروسية موسكو، حيث تعرضوا في فبراير / شباط الماضي، إلى هذه التجربة القاسية التي تهدف إلى تزويد رواد الفضاء بعدد من المهارات التي تمكنهم من البقاء لـ3 أيام على الأقل في بيئة بالغة القسوة، في حال انحراف كبسولة الهبوط عن مسارها واضطرارها للهبوط في مناطق أو غابات غير مأهولة شديدة البرودة، وذلك باستخدام معدات وأجهزة موجودة على متن الكبسولة.

وتعلم المنصوري والنيادي خلال التدريبات كيفية الخروج من الكبسولة بطريقة صحيحة، وبناء مأوى آمن لهما، فضلًا عن مهارات الإسعافات الأولية، والتعامل مع الضغوط، وإدارة الموارد المتاحة في البيئة المحيطة، والتواصل مع فرق البحث والإنقاذ من حيث الإشارات المرئية كالمشعل الحراري والاتصال اللاسلكي، حيت تم تسمية "زايد" كاسم نداء للفريق يستخدمه للتواصل.

8 أضعاف

ويستعد الرائدان حاليًا للبدء بداية يوليو/ تموز المقبل، بتدريبات نوعية تساعدهما على كيفية التعامل في حال التواجد في بيئة مائية كالبحار، فضلًا عن ذلك فهناك الاختبارات القوية التي خاضاها طوال الشهور الماضية ومن ضمنها، اختبار الطرد المركزي حيث تعرضا إلى قوة جاذبية تصل إلى 8 أضعاف وزنهما الطبيعي، ويستخدم جهاز الطرد المركزي لمحاكاة الدفع الكبير لرواد الفضاء نحو مقاعدهم، وخصوصًا عند انطلاقهم بسرعة نحو الفضاء ومرحلة العودة، وصممت هذه التجارب للتدريب على التكيف مع حالات نقص الأوكسجين في الدماغ، ومنع فقدان الوعي بسبب قوة التسارع الضخمة التي يتعرضون إليها.

وتدرب المنصوري والنيادي أيضًا على ارتداء بدلة الفضاء "سوكول" التي يبلغ وزنها 10 كيلوغرامات في غضون 25 ــ 30 ثانية فقط، فيما يلتقطان خلال هذه المدة القصيرة لوحًا يزن 50 كيلوغرامًا، وذلك لمحاكاة التعامل مع المعدات والأدوات في بيئة العمل في محطة الفضاء الدولية، علمًا أنه تم أخذ مقاسات تفصيلية لأجسامهما حتى يتم تصميم بدلة "سوكول" وكرسي رائد الفضاء في مركبة السويوز، وهو إجراء ضروري لضمان السلامة، فيما شملت التدريبات المكثفة أيضًا التواجد بغرفة الضغط التي تحاكي الارتفاع عن سطح البحر بـ 5 و10 كيلومترات، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض الضغط الجوي ونسب الأوكسجين في المعدلات الطبيعية.

90 يومًا

90 يومًا من الآن بعدها سينطلق هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي، إلى المحطة الدولية في الفضاء، على متن مركبة "سويوز إم إس 15"، التي ستنطلق من محطة "بايكونور" الفضائية في كازاخستان، حيث سيقضي 8 أيام على متن محطة الفضاء الدولية، ومن ثم العودة على متن المركبة "سويوز إم إس12".

قد يهمك أيضًا:  

موعد إطلاق أول رائد فضاء إماراتي يحدد خلال أسبوعين

روسيا والإمارات تتبادلان رفع التأشيرة عن مواطنيهما