فعاليات جمعوية تحتج في المستشفى الإقليمي لخريبكة

“هذا عيب هذا عار، هذا سبيطار ولّا بطوار”، واحد من الشعارات التي رفعها محتجون، أمام المستشفى الإقليمي الحسن الثاني في خريبكة، تنديدا بالوضع الصحي الذي تعرفه المدينة، الذي وصفوه بـ”الكارثي والاستثنائي، والناتج عن اختلالات عديدة يشهدها المرفق الصحي منذ فترات طويلة”.

الفعاليات الجمعوية التي لبّت نداء الائتلاف المغربي للصحة والبيئة وحماية المستهلك رفعت في الوقفة الاحتجاجية ذاتها لافتات كُتبت عليها شعارات عديدة؛ من بينها “لا للزبونية”، “لا للقتل العمد”، “كفى ارحل”، “صحة المواطن في خطر”، “كفى من العبث بصحة المواطن”، مطالبة في الوقت ذاته بمحاسبة مدير المؤسسة الصحية والمندوب الإقليمي للوزارة بخريبكة.

أشرف لكنيزي، فاعل جمعوي وأحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية، أشار إلى أن الوضع الصحي بإقليم خريبكة “صار مزريا وكارثيا”، مشيرا إلى أن “مستشفى الحسن الثاني يفتقد لأبسط شروط العمل والتطبيب، ولازال يعيش على واقع غياب الأدوية الأولية، والمحسوبية والزبونية في استقبال الحوامل والمرضى الذين يجدون أنفسهم مضطرين لشراء أسرة من أجل الولادة”، حسب تعبيره.

وأضاف المتحدث أن المستشفى المذكور يعرف مشاكل عديدة، من بينها “التغيب المتكرر للمدير المنشغل بمهام أخرى، متناسيا المجمع الجراحي المغلق لأكثر من 45 يوما، والتعفنات التي تصيب المرضى نظرا لغياب المعدات الخاصة بتعقيم الأدوات الطبية المستعملة في العمليات الجراحية”، على حد قوله.

واستدل لكنيزي بواقعة وفاة طفل في الآونة الأخيرة، مؤكدا أن “طبيبة بالجراحة العامة امتنعت عن القيام بعملية جراحية للضحية الذي كان مصابا بورم في المعدة، ورفعتْ تقريرا إلى وزارة الصحة حول عدم تمكنها من مباشرة إجراء عمليات جراحية في غياب أدوات جراحية معقمة”، على حد قوله.

واعتبر أشرف لكنيزي مستشفى الحسن الثاني “وصمة عار على مدينة خريبكة”، ملتمسا من ملك البلاد “إعطاء تعليماته السامية للمصالح والإدارات المختصة من أجل تأمين سلامة المواطنين وإنقاذ حياة المرضى، وإصلاح القطاع الصحي بالإقليم، وتخليصه من لوبيات الفساد”، حسب تعبيره.

وفي رده على الاحتجاجات، أكّد مدير المستشفى الإقليمي الحسن الثاني في خريبكة أن “الدستور يكفل للمحتجين التعبير عن آرائهم؛ إلا أن العمل في المرفق الصحي يسير بشكل عاد، ولا وجود للتعفنات المشار إليها من طرف الغاضبين الذين لا يتعدى عددهم العشرين، قبل أن يعملوا على إشراك بعض قاصدي المستشفى في الوقفة الاحتجاجية”، على حد قوله.

وأوضح المسؤول عن تدبير الشؤون الإدارية في المستشفى أن “الإدارة تنوه بالمجهودات التي تقوم بها الأطر الطبية وشبه الطبية وفرق الممرضين”، مؤكدا أن “تقديم الخدمات الطبية للمرضى يتم في جو صحي، والمؤشرات الخاصة بالخدمات الاستشفائية في ارتفاع، ما يؤكد أن دواعي الاحتجاج واهية وفارغة”، على حد وصفه.