الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

أوصى المشاركون في المجلس الرمضاني الذي نظّمته جمعية توعية ورعاية الأحداث بدبي بعنوان "وقفات مع سيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه" والذي استضافه مجلس الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي وبحضور الشيخ محمد بن مكتوم آل مكتوم بضرورة ترسيخ قيم الشيخ زايد وعاداته وتسامحه وإخلاصه وحبه لمساعدة الآخرين في نفوس النشء منذ نعومة أظفارهم، وتوثيق التجربة الوحدوية لدولة الإمارات التي أسّسها الشيخ زايد بن سلطان طيّب الله ثراه باعتبارها نموذجًا وحدويًا يحتذى به، والسير على خطى المغفور له بالاهتمام بالعنصر البشري كركيزة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، إضافة إلى تضمين الشخصية القيادية للمغفور له الشيخ زايد في الكتب والمناهج الدراسية، وتعميم فكره.

تسامح

وتطرق المتحدثون في المجلس الرمضاني الذي ضم معالي زكي نسيبة وزير دولة والدكتور أحمدعبدالعزيز الحداد كبير المفتين مدير دائر الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، والدكتور ميرزا الصايغ مدير مكتب سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم وأداره الدكتور محمد مراد أمين السر العام لجمعية توعية ورعاية الأحداث، لمواقف المغفور له الشيخ زايد وشخصيته القيادية التي اتسمت بالتسامح والإنسانية والحرص على توحيد كلمة العرب والمسلمين ومساعدته للمحتاجين دون النظر للعرق أو الدين.

وبدأ المجلس الرمضاني بحديث نسيبة الذي رافق المغفور له الشيخ زايد وشهد على كثير من المواقف التي وصفها بأنها أذهلت الكثير من الساسة والقادة حول العالم وذلك لوضوح فكر الشيخ زايد طيب الله ثراه وصراحته التي كان يتحدث بها دون خشية من أحد، وطموحه الذي راهن على تحقيقه على الرغم من معارضة الكثيرين وحتى المقربين منه الذين كانوا يحاولون إثناءه عن بعض المشاريع بسبب صعوبة تحقيقها إلا أن الشيخ زايد تحدى المهندسين والخبراء وحول طموحاته وأحلامه إلى واقع تعيشه دولة الإمارات.

وتناول ضاحي خلفان عددًا من القصص التي تبين فطنة الشيخ زايد وحكمته في التغلب على التحديات، حيث سرد موقفًا للشيخ زايد عندما أراد نشر التعليم في الدولة والقضاء على الأمية، والذي عارضه الكثير من الأهالي خصوصًا في مايتعلق بدراسة النساء نظرًا لعدم تقبلهم أن يقوم سائق الحافلة بنقل بناتهم كونه شخصًا غريبًا، وعندما أرسل المغفور له الحافلات شاهدها تأتي بدون الطالبات، وحين استفسر واتضح له السبب خلف ذلك، لم يتوقف ولم يشعر بأن عمل الذي عليه، بل كان طموحه وهدفه واضحًا وهو القضاء على الأمية، فأمر بتخصيص مبلغ مالي يقدر بـ 600 درهم لكل رب أسرة يصطحب بناته للمدرسة.

تعاون

وقال الدكتور أحمد الحداد في السياق ذاته "إن الشيخ زايد كان نموذجًا للإنسان المسلم، ليقينه وثقته بالمولى عزوجل وتصرفه دون خشية سوى من الخالق جل علاه، وذلك ما يمكن أن نلمتسه من أحاديثه التي يردد فيها قوله الخالق الله والرازق الله.

من جانبه تطرق الدكتور ميرزا الصايغ إلى بعض مواقف الشيخ زايد التي تدل على رحمته وإنسانيته وعطائه، ومنها عندما جاءه أحد المرافقين وهو في رحلة خارجية وأخبره بأن بالجوار من مقر الإقامة أسرًا محتاجة ولكنهم غير مسلمين، فغضب الشيخ زايد وأخبره وماذا يعني ذلك، أليسوا بشرًا، فأمر طيب الله ثراه بإرسال معونات لهم وتلبية طلباتهم واحتياجاتهم.