طالبت إسرائيل مصر، من خلال الولايات المتحدة، بوقف إدخال قوات جيشها إلى شبه جزيرة سيناء وإخراج هذه القوات "فورًا" وعبرت عن قلقها من وجود دبابات مصرية في شمال شبه الجزيرة. وقالت صحيفة "معاريف" الثلاثاء إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعث بواسطة البيت الأبيض الأميركي رسالة شديدة اللهجة إلى مصر وطالبها بسحب الدبابات التي أدخلتها إلى شمال سيناء "بصورة فورية". كذلك طالبت الرسالة الإسرائيلية مصر بوقف إدخال قوات الجيش إلى سيناء من دون تنسيق مسبق مع إسرائيل بدعوى أن ذلك يشكل "خرقًا خطيرًا" لإتفاقية السلام بين الدولتين. وأدخلت مصر قوات ومعدات عسكرية بينها دبابات إلى شمال سيناء بهدف محاربة المسلحين على أثر مهاجمة مقر لقوات الأمن المصرية وقتل 16 جنديًا مصريًا قبل عشرة أيام تقريبًا. ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن "إسرائيل قلقة من الدبابات المصرية الموجودة في شمال سيناء وهذا خرق سافر لإتفاقية السلام". وقالت الصحيفة إن التدخل الأميركي مطلوب الآن بعد تراجع التنسيق الوثيق الذي كان قائمًا بين الدولتين في الماضي، إضافة إلى وجود تأثير للولايات المتحدة على مصر بسبب المساعدات المالية السنوية بقيمة 1.3 مليار دولار لمصر. رغم ذلك فإن إسرائيل تتحسب، وفقًا للصحيفة، من أن مصر لن تعمل على إعادة السيطرة الأمنية في سيناء وأن العمليات العسكرية ضد الخلايا المسلحة في شمال سيناء ستكون محدودة النطاق، ومن الجهة الأخرى تتحسب إسرائيل من إبقاء مصر قواتها المدرعة في سيناء لفترة غير محدودة وفرض تغيير إتفاقية السلام التي تنص على بقاء شمال شبه الجزيرة منطقة منزوعة السلاح. وقالت الصحيفة إن إسرائيل تواجه وضعًا معقدًا في سيناء، فمن جهة توجد لإسرائيل مصلحة في محاربة مصر للخلايا المسلحة في سيناء ومن الجهة الأخرى توجد لدى إسرائيل حساسية كبيرة تجاه الحكم الجديد للإخوان المسلمين في مصر، وهذا ما جعلها مرتبكة في رد فعلها حيال دخول قوات الجيش المصري إلى سيناء. ودعا الدبلوماسي الأميركي دنيس روس، وهو المستشار السابق للرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط، من خلال مقال نشره في صحيفة "واشنطن بوست" أمس، إلى اشتراط استمرار تقديم المساعدات المالية الأميركية إلى مصر بمحافظة الأخيرة على بنود اتفاقية السلام مع إسرائيل. وكانت الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية صدقت قبل أسبوع على إدخال مصر 5 مروحيات قتالية من طراز "أباتشي" إلى سيناء وإبقائها هناك من دون تحديد فترة زمنية.