حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، من تعرض اللاجئين السوريين من النساء والأطفال إلى خطر العنف وسوء المعاملة والإهمال والاستغلال، فضلاً عن مزاعم عن تجنيد الأطفال السوريين اللاجئين في الجماعات المسلحة. وكشف تقرير صادر عن "اليونيسف"، الجمعة، نشرته صحيفة "الغد" الأردنية الأحد، تحت عنوان "الحياة المحطمة"، عن أن "هناك ارتفاعًا في نسب العنف الأسري في مجتمعات اللاجئين السوريين، تحديدًا ضد الفتيات القاصرات والنساء والأطفال الذكور، وارتفاع المخاوف من التحرش والعنف الجنسي ضد الفتيات والنساء، والمخاطر التي يواجهها الأطفال السوريون في الأردن، وعلى رأسها مزاعم التجنيد من قبل الجماعات المسلحة. ونقل التقرير عن سوريين في الأردن قولهم، "إن هناك أطفالاً يقيمون الآن في مخيم الزعتري كانوا متورطين مع المجموعات المسلحة التي تقاتل في سورية، وأن بعض اليافعات كن يطبخن للمسلحين، وبعض الأطفال الذكور يعودون إلى سورية بعد أن يستخدموا مخيم الزعتري كمصدر موقت لتلقي العلاج الطبي، وأن بعض اللاجئين ومقدمي الخدمات يعتقدون أن هؤلاء الصبية يعودون إلى سورية للقتال بمحض إرادتهم، لكن هناك ادعاءات ظهرت اخيرًا عن أن مجموعات مسلحة قادمة من سورية تجند أطفالاً من المخيم". وأوضحت "اليونيسف"، أن "هناك تقارير متزايدة بشأن نشاطات لعصابات داخل مخيم الزعتري، يتورط فيها معظم الرجال السوريين وكذلك بعض الأطفال، وأن تلك العصابات مرتبطة بشوارع معينة ومناطق معينة في المخيم"، لافتة إلى تحديات العمل والزواج المبكر وعمل الأطفال. وفي ما يخص التعليم، أطلقت المنظمة جرس الإنذار، من أن جيلاً كاملاً من الأطفال السوريين قد يحرم من التعليم، إذ أن نحو 78 % من الأطفال في مخيم الزعتري لا يذهبون إلى المدارس، وفي خارج المخيم والمجتمعات المضيفة تتراوح نسبة التسرب حسب المناطق ما بين 50 الى 95 %، فيما أرجعت أسباب عدم توجه الأطفال إلى المدارس إلى إيمانهم بأنهم سيعودون قريبًا إلى سورية، إضافة إلى الخوف من العنف والتحرش في الطريق إلى المدرسة، وانخراط نسبة من الأطفال في سوق العمل، وبعد مدارس الإناث عن أماكن سكن العائلات، وأخيرًا كلفة المواصلات المرتفعة، حيث تجاوز عدد الطلبة السوريين الملتحقين مجانًا بمدارس الأردن الحكومية 55 ألفًا. وأشارت المنظمة في تقريرها أيضًا إلى "الزواج المبكر لفتيات تحت سن 18 في عائلات قادمة من سورية"، حيث السن القانوني للزواج هو 16، بينما تتزوج فتيات عند سن 13، موضحة أنه "لا تعرف نسب الزواج المبكر في الزعتري، لكن هناك أدلة غير مؤكدة على تحول من زواج الفتيات من صبية بأعمار مقاربة، إلى الزواج من رجال يكبرونهن بكثير في الأردن، فيما تسعى بعض العائلات إلى تأخير زواج بناتهن لسبب الأوضاع غير المستقرة" وأكدت "اليونيسف"، أن التقرير يعرض خلاصة ما جمعته "اليونيسف" بشأن أوضاع الأطفال والنساء اللاجئين في الأردن، باعتبارهم الفئة الأكثر تأثرًا بالصراع، معتبرة أن التقرير يُعد بمثابة مؤشر إلى كيفية التوجه والتطوير وتحسين استهداف الخدمات المقدمة