قتل 28 شخصا بينهم 20 طفلا، الجمعة، بإطلاق نار في إحدى المدارس في الولايات المتحدة، وفي موقع ثان بالقرب منها، وفق ما أفادت شرطة ولاية كونيتيكت الأميركية، حيث وقعت الحادثة. وقالت الشرطة إن إطلاق النار وقع في مدرسة ساندي هوك الابتدائية بولاية كونيتيكت، وأسفر عن مقتل منفذ الهجوم أيضا، وهو والد أحد التلاميذ. ونقلت وسائل إعلام أميركية أن ناظر المدرسة وأخصائيا نفسيا بالإضافة إلى والدة المسلح -وهي معلمة بالمدرسة- ووالده من بين القتلى. وقالت محطة تلفزيون "سي.إن.إن" الإخبارية إنه تم العثور على شقيق للمسلح الذي يشتبه في أنه أطلق النار في المدرسة ميتا بمنزل في هوبوكين بولاية نيوجيرسي. ووردت تقارير غير مؤكدة عن وجود مسلح ثان بعد أن قال شهود عيان "إنهم سمعوا دوي إطلاق عشرات الأعيرة النارية". وذكر البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما علم بالحادثة، ويتلقى الإفادات عنها أولا بأول. وتضم مدرسة ساندي هوك الابتدائية أطفالا من الروضة وحتى الصف الرابع، حيث يتراوح عمر التلاميذ بين 5 و10 أعوام. وقالت بريندا ليبينسكي التي هرعت إلى المدرسة، حيث تدرس ابنتها في الصف الثالث: "كان الأمر مروعا". وأضافت: "انتابت الجميع حالة هستيرية.. الآباء والتلاميذ. كان هناك أطفال يخرجون من المدرسة وهم مخضبون بالدماء. لا أعلم ما إذا كانوا أصيبوا بالرصاص لكنهم كانوا مخضبين بالدماء". وعقب الحادثة، أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بتنكيس الأعلام على كافة المباني الحكومية الأميركية -بما فيها أعلام السفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية- على مدار أربعة أيام تخليدا لذكرى ضحايا عملية إطلاق النار. وجاء في مرسوم نشره البيت الأبيض: "في إشارة على احترام ضحايا أعمال عنف جنونية نفذت.. تنكس الأعلام على المباني الحكومية والقواعد العسكرية والسفارات الأميركية". وقال أوباما في تصريح تلفزيوني مقتضب عقب الحادثة: "لقد تعرضنا للكثير من المآسي" الشبيهة بإطلاق النار في كونيتيكت. ودعا أوباما إلى "أعمال ملموسة" لتفادي عمليات إطلاق نار أودت بحياة نحو ثلاثين شخصا غالبيتهم من الأطفال. وقال إن "غالبية الذين قتلوا اليوم كانوا من الأطفال، أطفال رائعين بين الخامسة والعاشرة من العمر"، مضيفا أن الحادثة "حطمت قلبه"، واغرورقت عينا الرئيس الأميركي بالدموع وهو يتحدث، ومسح دموعه أكثر من مرة. بدوره، ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون بالحادثة، مؤكدا أنها "مجزرة بغيضة وتفوق التصور". وقالت الأمم المتحدة في بيان إن بان أرسل إلى دان مالوي، حاكم ولاية كونيتيكيت (شمال شرق)، حيث وقعت المجزرة رسالة "قدم فيها أحر التعازي بهذه الجريمة الرهيبة". وأكد الأمين العام أن "استهداف أطفال هو عمل بغيض ويفوق التصور"، مضيفا أن "أفكاره وصلواته تذهب إلى عائلات الضحايا وإلى كل الذين روعتهم هذه الجريمة المروعة". من جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن شعوره بـ"الصدمة والرعب" تجاه الحادثة، وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي في بيان "أود أن أعبر عن صدمتي بعد إطلاق النار المأسوي في مدرسة في كونيتيكيت اليوم". بدوره قال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو في بيان: "بعميق الصدمة والرعب تلقيت نبأ إطلاق النار المأسوي في كونيتيكت" الذي "قضى على أرواح يافعة مفعمة بالأمل". وأضاف: "باسم المفوضية الأوروبية وباسمي الشخصى أقدم أحر التعازي إلى عائلات ضحايا هذه المأسأة الرهيبة".