وزير الزراعة أكرم شهيب

شهدت مناطق لبنانية عدة تحركات نظمتها "لجنة متابعة تحرك 29 آب / أغسطس"، فيما يتهيأ وسط بيروت لمزيد من الحراك المدني والشعبي ضد استمرار أزمة النفايات والفساد وتفاقم الأزمة المعيشية الأربعاء المقبل.

 وتحرك وزير الزراعة أكرم شهيب في اتجاه الفرقاء السياسيين باقتراح من رئيس الحكومة تمام سلام، لاستمزاجهم في فكرة عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء لإقرار الخطة التي وضعها شهيب لمعالجة أزمة النفايات.

وأفادت مصادر وزارية أن شهيب زار بري لهذا الغرض السبت وعرض عليه ملخصًا للخطة وأبلغه برغبة سلام استعجال اجتماع الحكومة للبت فيها نظرًا إلى أن رفع النفايات المتراكمة ومعالجتها.

وأوضحت المصادر أن بري أكد لشهيب أنه يوافق على كل ما يؤدي إلى تسهيل الخطة، وأبلغ زوار الرئيس بري نقلًا عنه أنه شجع شهيب على الخطة وأبدى استعداده للمساعدة في تنفيذها، وأن بري نصح شهيب بمباشرة تنفيذها، وأن الملف سبق أن عرض على مجلس الوزراء وليس ضروريًا عرضه مجددًا وليبدأ التطبيق.

 وإزاء التساؤلات حول استعداد وزراء "تكتل التغيير والإصلاح" النيابي الأربعة ووزيري "حزب الله"، الذين انسحبوا من الجلسة الأخيرة احتجاجًا على آلية اتخاذ القرارات، ينتظر أن يلتقي شهيب الفرقاء المعنيين لتمهيد الطريق لانعقاد مجلس الوزراء.

وأبرزت مصادر أخرى أن الاتصالات تشمل التوافق على تحديد المكبات المؤقتة التي ستنقل إليها النفايات خلال الأشهر الستة المقبلة، قبل بدء تنفيذ القسم الثاني للمعالجة المستدامة للنفايات.

وأعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، موقفه بالامتناع عن الاشتراك في الحوار في خطابه في ذكرى قتلى "المقاومة اللبنانية"، وأفاد: "البلد يغرق بالنفايات، و لا أحد يحاول إيجاد الحلّ، لنذهب كي نتناقش بجنس الملائكة، الذهاب إلى الحوار يحرف الأنظار والاهتمام عن الخطوة الوحيدة التي تشكّل لنا باب خلاص وهي انتخاب رئيس".

وأضاف جعجع: "كل جلسات الحوار لم تمكنَا من إقناع البعض باحترام حدود لبنان وعدم القتال في سورية، فوجود سلطة خارج السلطة يعطّل الحياة السياسية الطبيعية في لبنان، وقد يقول البعض اذهبوا إلى الحوار علّكم تتفقون على رئيس، هذا افتراض مستحيل، لأنّ مواقف الأطراف جميعها معروفة من انتخابات الرئاسة".

 وأوضح أنه إذا تغير موقف "حزب الله" من حضور جلسات الانتخاب في جلسة 30 أيلول / سبتمبر، فإن القوات مستعدة لإعادة النظر في موقفها، مردفًا: "حتى تكون لدينا إمكانية تغيير الحكومة بأفضل منها، نحتاج إلى رئيس جمهورية".

وأجاب في رد غير مباشر على مطالبة زعيم "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون بانتخابات نيابية ثم رئاسية أو انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب: "أقصر طريق للخروج من الوضع الحالي، من دون تعقيدات ولا مطبّات، ولا تعديلات دستورية مستحيلة، هو أن ينتخب المجلس النيابي رئيسًا جديدًا"، داعيًا إلى رئيس قادر على البدء بعملية الإصلاح.

وطالب جعجع بـ "ثورة كاملة على كل شيء اسمه فساد بمعزل عن فريقي 8 و14 آذار"، وحول المطالبة بتغيير النظام سأل: "متى كان النظام بحد ذاته سببَ فساد أو استقامة، البعض الآخر طرح نظرية أنّ كل هذه الطبقة السياسية فاسدة تحتاج تغيير، ففي حين أن قسمًا منها فاسد بالتأكيد، يوجد قسم ثانٍ غير فاسد ونحن على رأس اللائحة".

وتابع جعجع: "المواضيع الوحيدة التي تكون عابرة للخطوط السياسية في البلد هي الصفقات، حين يتفق أشخاص من 8 آذار وأشخاص من 14 آذار على تقاسم المغانم والمنافع، بمعزل عن الطروحات السياسية المتناقضة لـ8 و14".