المجلس الوطني الاتحادي

دعا المجلس الوطني الاتحادي إلى تشكيل لجنةٍ مشتركةٍ بينَ المجلسِ والحكومة لبحث الآثار والتداعيات السلبية لقانونِ "العَدالة ضد داعِمي الإرهاب"، المعروف باسم "جاستا"، الذي أَقَره الكونغرس الأَميركي، ويتمَثَل على وجه الخصوصِ في إضعاف الحصانَة السيادية للدول كافة، مشدداً على أن مناقشةِ الخَياراتِ التشريعيةِ والسياساتِ الداعمةِ تِجَاهَ تداعياتِ القانون يجب أن تَتِم يداً بيد مع الحكومة.

ويتيح قانون جاستا للناجين الأميركيين من أحداث سبتمبر 2001 وأقارب الذين قضوا فيها، التقدم بدعاوى قضائية في المحاكم الأميركية ضد حكومات أجنبية للمطالبة بتعويضات، في حال ثبوت تورط هذه الحكومات في الاعتداءات.

ودعا المجلس الحكومة لإقرارِ خطة تشريعية لتكونَ الشق المقابل للخطة الرقابيةِ التي اعتمدَها، بما يَعْكِسُ درجةَ التكاملِ بين الطرفين.

وأحال المجلس خلال جلسته الإجرائية الأولى لدور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الـ 16، ثمانية موضوعات عامة إلى لجانه المعنية تتعلق بعدد من القطاعات الحيوية. فيما أعاد أعضاء المجلس، انتخاب جاسم النقبي وخليفة المزروعي، مراقبين للمجلس. وتمت إعادة تشكيل اللجان الـ 10 الدائمة للمجلس، وانتخاب أعضاء لجنة الرد على خطاب الافتتاح.

وأكدت رئيس المجلس، الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، أن افتتاحَ الدورِ الثاني للمجلسِ الوطني الاتحادي يأتي في وقت يقوم به أبناء الوطن وبناته من أفراد قواتنا المسلحة والهلال الأحمر الإماراتي بدورٍ بطوليٍ وتاريخي انتصاراً للمبادئِ والقيمِ التي تأسَّسَتْ عليها دولة الإمارات، ابتداءً من نُصرَةِ المظلوم وإحقاقِ الحق وصون حمى الجار، واحترام الشرعية الدولية، معربة عن تقديرها لشهداء الوطنِ الأبرار، وتحيتها لجنوده الذين لايزالون يرابطون مع إخوانهم في خندقِ الحق والواجب.

وأوضحت القبيسي في كلمتها الافتتاحية إن دور الانعقاد العادي الثاني للمجلس، ينعقد في ظروفٍ تزداد فيها الأزَمات والتَحديات الإقليمية المحيطة، لافتة إلى أنه في الوقتِ الذي يبحثُ البعض عن الأمن في أَسوار تفصِلُهم عمن سواهم، فإن دولةَ الإمارات تبني من التسامح للعالمِ، جِسراً بعيداً عن أتونِ الكراهيةِ الذي بدأَ يغذي الصراعات.

وأضافت: "في حينَ توجد دُول بِأَكْمَلِها تخشى انهيارِ الاقتصاد، فإنَّ قيادةَ وأبناء الإماراتِ يستثمرون في السعادة، وفي الوقتِ الذي بدأت الشعوب تستنهض صراعاتِ الماضي، فإننا نجد الإماراتَ تستنهِض شعبها لتستشرِف المستقبل".

وتابعت: "على هذا الهدي، نَظمَ المجلسُ الوطنيُ، في بادرةٍ هيَ الأولى من نوعِها في المنطقة، وهو الملتقى البرلماني التشاورِي الأول تحتَ عنوان استشراف المستقبل، كان عَمَله التَّشاوُرِي أساساً لأَوَّلِ استراتيجيةٍ شاملةٍ للمجلسِ منذ تأسِيسِه تَسعى لأن يكونَ المجلسُ الوطنيُ الاتحاديُ مِنَصَّةً فاعلةً لتمكينِ المواطنينَ للمساهمةِ في النهضةِ التي تَقودُها الإماراتُ في المِنْطَقَةِ وعلى مستوى العَالم، وكَجزء من مبادرات هذه الاستراتيجية أَقرَّ المجلس الخطةَ الرقابيةَ الشاملةَ لأول مرة في المجلسِ، والتي تهدِف إلى رفعِ درجة التنسيقِ والتعاون مع الحكومة".