مليشيا الحوثي

 سيطر المتمردون الحوثيون على نقاط التفتيش التابعة لقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في جنوب العاصمة صنعاء، وهو ما يعكس تنامي النفوذ العسكري للحوثيين في معقل حليفهم صالح الذي يبدو في أضعف مراحله بعد عقود من السلطة والهيمنة. وشوهد صباح الأربعاء مسلحون حوثيون بعضهم كانوا يرتدون ملابس أمنية مرابطين في نقطة التفتيش الرئيسة التابعة للحرس الجمهوري في ميدان السبعين، جنوب صنعاء، وعلى بعد عشرات الأمتار من منزل نجل الرئيس المخلوع، أحمد علي عبدالله صالح.

 وأزال المسلحون الحوثيون صور صالح ونجله التي ظلت مرفوعة عند حاجز التفتيش لأكثر من عامين، في حين خلا الموقع العسكري الإستراتيجي من أي وجود لقوات الحرس الجمهوري، بينما شوهدت مركبات عسكرية ترفع شعار الجماعة الحوثية «الموت لأميركا الموت لإسرائيل». كما سيطر الحوثيون على نقاط أخرى للحرس الجمهوري في محيط القصر الرئاسي وفي منطقتي حدة والأضاحي جنوب العاصمة.

 وأزالت مليشيا الحوثي صوراً عملاقة لصالح رفعت أواخر الشهر الماضي في ميدان السبعين وبعض مناطق العاصمة، واستبدلتها بصور للقيادييّن البارزين في الجماعة، محمد علي الحوثي، الذي يترأس ما يسمى باللجنة الثورية العليا، وصالح الصماد الذي يقود المجلس السياسي الحاكم في صنعاء ويشارك في عضويته حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه المخلوع صالح. وتواصل مليشيا الحوثي التضييق على مؤيدي صالح، سواء العسكريين أو المدنيين، على الرغم من اتفاق تهدئة وقعه الطرفان في 28 أغسطس لنزع فتيل الأزمة بينهما بعد اشتباكات غير مسبوقة خلفت قتلى ومصابين. وقالت وسائل إعلام محلية أمس الأربعاء إن مليشيا الحوثي بدأت حملة اعتقالات لضباط وأفراد في الحرس الجمهوري في صنعاء، وأنها اعتقلت 14 جندياً بينما كانوا في طريقهم لاستلام رواتبهم شمال العاصمة.

 وقال مصدر عسكري في صنعاء لـ«الاتحاد»، إن مليشيا الحوثي استدعت مئات الجنود من العاصمة إلى الحديدة بغرض دفع رواتبهم قبل أن تشترط عليهم المشاركة في دورة تدريبية لإعادة تأهيلهم عسكرياً وفكرياً استمرت أياماً في منطقة نائية في المحافظة الساحلية غرب البلاد. كما أقامت الميليشيات مركزاً في مدينة ذمار، جنوب صنعاء، لإعادة تأهيل عناصر من الحرس الجمهوري ومجندين جدد، في دورات تدريبية قصيرة يؤدون خلالها القسم بالولاء للحوثي.