جدل حول الدبلوماسية الموازية لراشد الغنوشي

منذ فترة هناك جدل حول العلاقات الخارجية لزعيم "النهضة" الإسلامية في تونس، الذي يستقبل بمقر حزبه بالعاصمة، كبار الشخصيات من وزراء ونواب برلمانيين لدول أجنبية تزور تونس.

كما يقوم بزيارات مكوكية، لعدد من العواصم خاصة الغربية، ويحظى خلالها باستقبال رسمي من أعلى مستوى.

وهو ما أثار ردود فعل رافضة، معتبرين أن الغنوشي، بصدد القيام بدبلوماسية موازية للخارجية التونسية، وأن ما يأتيه يعد تدخلا في شؤون إدارة الدولة.

من جهته، يرفض الغنوشي اتهامه بأنه يقوم بدبلوماسية موازية، ويقول إن نشاطه الخارجي يتأطر ضمن ما يعتبر بـ "الدبلوماسية الشعبية"، وذلك "للتعريف بالتجربة التونسية ودعم مجهود الدولة في إنجاح المؤتمر الدولي للاستثمار المزمع عقده بتونس نهاية شهر نوفمبر القادم".

وكان الغنوشي، الذي يقوم الآن بزيارة "رسمية" لإيطاليا، قد استأذن من الرئيس قائد السبسي، في آخر لقاء دار بينهما في السفر لعدد من الدول.

ضمن النشاط الدبلوماسي للغنوشي، جاء في بيان لحزب "النهضة" أن الغنوشي وخلال زيارته الجارية حاليا إلى العاصمة الإيطالية روما التقى والوفد المرافق له مع وزير الخارجية الإيطالي السيد باولو جانتيلوني.

ووفق بيان النهضة فإن اللقاء تناول الأوضاع في المنطقة والتحديات التي تواجهها. وقد أشاد السيد جانتيلوني، حسب مصادر "النهضة" بالتجربة التونسية للانتقال الديمقراطي المبنية على التوافق بين مختلف الأطراف السياسية.

ودعا راشد وزير الخارجية إلى تكثيف العلاقة بين تونس وإيطاليا وإلى الرفع من مستوى الدعم الذي تقدمه إيطاليا وأوروبا إلى تونس، كما حضه على المشاركة الفعالة في المؤتمر الاستثماري الدولي الذي تنظمه تونس نهاية شهر نوفمبر.

كما تطرق اللقاء إلى الوضع في ليبيا وتأثيراته السلبية على كل المنطقة، واتفق الطرفان على أنه لا حل في ليبيا إلا بالحوار والتوافق بين جميع الأطراف الليبية.

كما كان لرئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي لقاء برئيسة البرلمان الإيطالي لاورا بولدريني، حيث ألقى كلمة بالبرلمان.


وقال الإعلامي والمحلل السياسي نصرالدين بن حديد لـ "العربية.نت" تعليقاً على النشاط الدبلوماسي للغنوشي، إن "غياب دولة (بالمفهوم المركزي التقليدي) وعدم القدرة على تشكيل مشروع حكم قادر على توحيد القرار السياسي، فتح الباب أمام الفاعلين السياسيين (كلّ بحسب حجمه) لإقامة علاقات مباشرة وعلنية مع السفارات القائمة أو الدول ذات المصالح المباشرة في تونس.

وأضاف بن حديد قائلا: إن تحركات راشد الغنوشي، وإن جاءت شكلا بإذن من الباجي وبمعرفته، تهدف إلى الترويج للنهضة وتحسين صورتها وكذلك تطبيع علاقاتها مع العديد من الدول، وأيضاً التأكيد على دور النهضة المحوري في الحفاظ على مصالح الدول التي يزورها.

وأبرز بن جديد أن ما يقوم به الغنوشي يهدّد الأمن القومي في تونس، ويرفع من منسوب التدخل الأجنبي، ممّا يستبيح البلاد، وفق تعبيره.