اتهم إقليم شمال العراق، وزارة الدفاع بالحكومة الاتحادية العراقية بـ"التهرب من حل الخلافات" بين الجانبين على الصعيد الأمني عبر ما وصفته بـ "خلق الأعذار". وقال جعفر مصطفى، وزير "البيشمركة" (القوات المسلحة) في إقليم شمال العراق، إن وزارته "سخّرت" كافة جهودها لحل الخلافات بينها وبين الحكومة الاتحادية على صعيد التوتر الأمني القائم، "لكن مع الأسف لا تولي وزارة الدفاع العراقية اهتماماً لهذه المشاكل وتقوم بتأخير حلها بأعذار مختلفة". وأضاف مصطفى في بيان أصدرته الوزارة وحصل مراسل وكالة الأناضول على نسخة منه أن "تصرفات بغداد هذه جعلت من حكومة الإقليم مستاءة". ولم يتسن الحصول على تعليق من الحكومة الاتحادية العراقية على اتهام إقليم شمال العراق. ويتنازع الإقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي، والحكومة الاتحادية ببغداد على تبعية عدد من المناطق الواقعة بين مناطق نفوذ الجانبين مثل كركوك وطوزخورماتو وأجزاء من نينوى وديالى، وهو نزاع قديم يمتد إلى عهود الحكومات العراقية السابقة. وبسبب دفع وزارة الدفاع العراقية بقوات جديدة باسم "عمليات دجلة" إلى عدد من المناطق المتنازع عليها في يوليو/ تموز، وقعت مصادمات بين هذه القوة ومسلحين أكراد في بلدة طوزخورماتو تسبب في خلق توتر في تلك المناطق لا تزال تبعاته قائمة وقوات الطرفين تقفان قبالة بعضها البعض. وكان وفدان فنيان من الجانبين اجتمعا في نوفمبر/ تشرين الماضي في بغداد وصدرت تصريحات أبدت التفاؤل بشأن التوصل لحل الأزمة، إلا أن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي لم يقبل بطرح إقليم شمال العراق للتهدئة فتوقفت المحادثات بينهما من دون التوصل لحل. وفي ديسمبر/ كانون أول الماضي أعلن إقليم شمال العراق عن تبادل للخطط مع الحكومة العراقية في اجتماع عقدوه ببغداد لإنهاء التوتر بين البيشمركة والجيش العراقي. ونقلت وسائل إعلامية عراقية عن وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي قوله بعد اجتماع تبادل الخطط إن "وفدي الحكومة العراقية وإقليم شمال العراق توصلا إلى اتفاق نهائي لحل المشاكل وإنهاء التوتر فيما بينهما"، فيما لم يتطرق البيان الرسمي للجانب الآخر لحصول مثل ذلك الاتفاق.