أقدم شابان تونسيان على محاولة الانتحار حرقاً في يوم واحد أحدهما في العاصمة والثاني في محافظة مدنين، بأقصى الجنوب التونسي، ورغم عدم تحديد الأسباب الحقيقة الكامنة وراء العمليتين إلا أن ظاهرة محاولات الانتحار حرقاً باتت تقليداً شبه يومي في تونس جراء قساوة الظروف المعيشية والاقتصادية بعد ثورة 14 كانون الثاني/يناير 2011. وقد نُقل شاب تونسي لم يتجاوز العشرينات من عمره،مساء الاثنين، إلى مستشفى الحروق البليغة في مدينة بن عروس بعد أن سكب البنزين على جسده و أضرم النار فيه، في منطقة باب الخضراء في العاصمة التونسية. وأكد مصدر طبي أن الشاب يعاني من حروق من الصنف الثاني، موضحاً أن وجهة وأجزاء كثيرة من جسمه تشوهت كثيراً. وفي تكرار لنفس الحادثة ولكن في الجنوب التونسي، قام شاب ثان بإضرام النار في جسده ، اليوم الاثنين، في مدخل مدينة مدنين الشمالية، وقد تم نقل المتضرر إلى المستشفى الجهوي في مدنين لتلقي الإسعافات اللازمة. كما أقدم عدد من الشباب على إحراق إطارات السيارات، احتجاجاً على حجز الأمن الحدودي في محافظة قفصة لسيارات محملة بالبضائع المهربة تعود ملكيتها لأحد المحتجين، مما تسبب في إغلاق مفترق الطريق المواجهة لمحطة النقل البري في المحافظة. وتعيش تونس منذ ثورة 14 يناير 2011 على وقع ظروف اقتصادية واجتماعية وأمنية صعبة، دفعت بالعشرات من شبابها إما للانتحار حرقاً أو غرقاً في شواطئ المتوسط في طريق الهجرة غير الشرعية في إيطاليا، بحثاً عن واقع أفضل بعدما تقطعت بهم السبل وضاقت بهم الأرض في تونس بما رحُبت.